مواضيع مختارة /د. مصطفى محمود
د. مصطفى محمو د " كانت جارتي تبادلنا النظرات .. ثم الإشارات ثم تلاقينا لنتبادل الهمس وليضغط كل منا على يد الآخر .. ثم ذهبنا إلى سينما .. وفي الظلام وشوشت في أذنها بكلمة الحب .. ولثمت يدها .. وخدها .. وبعد شهور اختليت بها في بيتي وأعطتني نفسها .. جسما وروحا .. ومنذ أيام .. كنا نتكلم أنا وأبي وأمي .. ولاحظت أن أبي وأمي يتبادلان النظرات والابتسامات .. ثم قالا لي إنهما خطبا لي عروسة .. وذكر لي اسمها .. ودار رأسي .. وأظلمت الدنيا في عيني .. فقد كانت هي نفسها جارتي .. وكان أبي وأمي يتكلمان في براءة .. وكانا مسرورين .. وكانا يقولان إنها بنت طيبة وشريفة .. ومن أصل طيب .. ومن المدرسة إلى البيت .. ومن البيت إلى المدرسة .. ولا تعرف مياعة بنات اليومين دول .. ولم تطلع عليها سمعة سيئة مثل غيرها من بنات الجيران .. وكنت اسبح في عرقي .. لقد كنت الوحيد الذي يعلم أمر هذه البنت الشريفة الطيبة التي لا تعرف مياعة بنات اليوم . كنت أنا الوحيد الذي أعرف مياعتها .. ودلعها .. وخسارتها . ولأول مرة .. حينما بدأت أتصور أنها زوجتي أحسست أني أكرهها .. بكل ما في كلمة الكراهية من معنى .. ولا أطيق رؤيته...