أكاديمية الأمن العليا
Vendetta
@Khalid_Jesus
·
٢٠ يوليو
🇸🇩 الأمــن الوطـني 🇸🇩
بين المفهوم و التعليم
يتسع مفهوم الأمن الوطني - National Security، في الدراسات السياسية والإستراتيجيات الأمنية الأحدث، ليشمل خمسة مكونات أساسية غير منفصلة، وإنما هي متصلة أشد الإتصال، وهي الأمن العسكري، والأمن السياسي، والأمن الإقتصادي، والأمن البيئي، وأمن الطاقة والموارد الطبيعية.
- ويرجع مفهوم الأمن الوطني بوصفه إطاراً فلسفياً يُعنى بـ (حفظ سيادة الدولة) إلى نشأة مفهوم الدولة القومية Nation State، في أوروبا خلال
القرنين السادس عشر والسابع عشر، وما أرسته معاهدة صلح ويستفاليا عام 1648م، من نظام جديد في أوروبا الوسطى، مبني على مبدأ (سيادة الدولة)بما يحميها من أطماع الدول الأخرى.
الأمن الوطني: مصطلح شامل يتضمن كلاً من الدفاع الوطني والعلاقات الخارجية للدولة، الأمن الوطني حالة ناتجة - على وجه التحديد - عن:
أ. تفوق عسكري أو دفاعي على أي دولة أو مجموعة دول أجنبية.
ب. أو وضع دفاعي قادر على التصدي بنجاح لأي عمل عدواني أو تخريبي، سواء كان من الداخل أو الخارج، وسواء كان ظاهراً أو سرياً.
🔔ملحوظة: واضح من المفهوم ربطه بين الجانبين العسكري والسياسي إلى حد عدهما وجهين لعملة واحدة (الأمن الوطني).
🅱️ الأمن الثقافي:-
- إذا تأملنا مفهوم الأمن الوطني الذى يتسع لخمس مرتكزات، نلحظ أنه ينظر إلى التهديد - سواء كان خارجياً أو داخلياً - على أنه تهديد عسكري بالدرجة الأولى، وفي إطار هذه النظرة، يبدو الإهتمام بالأمن الإقتصادي والأمن البيئي وأمن الطاقة والموارد الطبيعية وكأنه يأتي لخدمة الأمن العسكري، فالمفهوم إذن - على إتساعه - لم يخرج عن العباءة العسكرية، ويؤكد ذلك التدابير المتخذة لضمان الأمن الوطني، فهي:-
أ. إستخدام الدبلوماسية لحشد الحلفاء وعزل التهديدات.
ب. توجيه القوة الإقتصادية لتيسير التعاون أو فرضه.
ج. الحفاظ على فعالية القوات المسلحة.
د. تنفيذ الدفاع المدني، وإجراءات التأهب لحالات الطوارئ (بما في ذلك تشريعات مكافحة الإرهاب).
هـ. ضمان مرونة وجاهزية البنية التحتية الحساسة.
و. إستخدام أجهزة الإستخبارات لكشف وتفادي التهديدات والتجسس وحماية المعلومات السرية.
- فهذه التدابير هي في مجملها عسكرية، يدعمها الإقتصاد والعمل الدبلوماسي أو العلاقات الدولية، كما أن الجهات المنوط بها إجراء هذه التدابير، أو - بالأحرى - الجهات المنوط بها الدفاع الوطني، تكاد تنحصر في وزارتي الدفاع والداخلية والهيئات التابعة لهما والمتصلة بهما اتصالاً مباشراً.
- إن المفهوم - وهو صناعة أمريكية بإمتياز - أغفل (الأمن الثقافي) بوصفه مرتكزاً من مرتكزات الأمن الوطني، وقد يرجع ذلك إلى غياب التهديد الثقافي ضد الولايات المتحدة الأمريكية، لكن التهديد قائم بقوة ضد الدول النامية.
إن التهديد الثقافي أو ما يعرف بـ (الغزو الثقافي) لا يقل خطورة - إن لم يكن أشد - عن التهديد العسكري، وأعني بالثقافة هنا الثقافة في مفهومها الواسع الشامل كما حددها روبرت بيرستد:-
"إن الثقافة هي ذلك الكل المركب الذي يتألف من كل ما نفكر فيه، أو نقوم بعمله، أو نمتلكه كأعضاء في مجتمع".
فالثقافة تمتد من أعقد الظواهر كالفنون إلى أبسطها كتسريحة الشعر.
- إن التهديد العسكري إذا حدث فهو أمر واضح جلي، يدركه المستهدَف من ثم يستعد له، أما التهديد الثقافي فهو أمر غامض خفي، قد لا يدركه المستهدَف من ثم لا يستعد له، وهنا تكمن الخطورة، لذا إن الغزو الثقافي يتخذ آليات متعددة متنوعة، أخطرها تلك الآليات أو الأسلحة الناعمة الفتاكة كالأغنية والدراما التليفزيونية والسينمائية، فهي لها فعل السحر في تشكيل الأفكار والمعتقدات وغرس أنماط سلوكية بعينها، وهي أسلحة تعمل ليل نهار في قلب كل بيت، حيث العصر عصر الفضائيات والإنترنت، والعالم العربي واقع - بلا شك - في قلب المرمى، مرمى الغزو الثقافي، فما أحوجه إلى إتخاذ (الأمن الثقافي) مرتكزًا من مرتكزات الأمن الوطني🇸🇩.
الترتيبات الاستراتيجية الخارجية
تحقيق الأمن يحتاج لترتيبات خارجية لاسيما وأن العالم يعيش في حالة تنافس دولي مستمر، لذلك برز مبدأ تعزيز القدرات التفاوضية من خلال الترتيبات الخارجية ومن النماذج لذلك هو قيام الاتحاد الأوربي وتجمع البريكس.
لذلك اهتمت الفلسفة في هذا الجانب باستيفاء الشراكات الخارجية وتأسيس التكتلات الاقتصادية والسياسية، والعمل بمبدأ ربط المصالح الاستراتيجية دولياً.
تأمين أركان وحدود الدولة وحماية مصالحها الاستراتيجية ومواردها البشرية والمادية.
قيام الخدمة العسكرية والأمنية كأجهزة قومية مهنية مستقلة تعمل على حماية الدولة ومصالحها الاستراتيجية وأمن الإنسان السوداني وعدم تسخيرها لحماية حزب أو كيان أو مصالح ضيقة أو حماية أفراد أو تنظيمات.
تعزيز الأمن والاستقرار وحماية المصالح الاستراتيجية.
تأمين توازن استراتيجي عسكري مع دول الجوار واستيفاء ترتيبات استراتيجية للتعامل مع الوجود العسكري الأجنبي.
تأسيس تحالفات استراتيجية عسكرية مرتبطة ومتكاملة مع الترتيبات الاستراتيجية السياسية والاقتصادية للدولة.
تعزيز كفاءة وقومية ومهنية القوات النظامية.
تعزيز السيادة علي الحدود البرية والأجواء السودانية والمياه الإقليمية.
الاعتماد علي الفاعلية والكفاءة والنوعية في بناء وتشكيل وإعداد القوات النظامية.
تطوير إعداد الدولة للدفاع.
تطوير المورد البشري والبنية التحتية والتقنية للقوات النظامية بما يحقق واجباتها ويؤسس لأمن وعزة وحقوق وكرامة الإنسان.
تعزيز القدرة الوطنية في التصنيع الحربي.
دعم التوجهات الإقليمية والدولية الداعمة للاحتفاظ بإقليم خالي من أسلحة الدمار الشامل والنفايات السامة.
الإسهام في محاربة الجريمة المنظمة (غسيل الأموال، الاتجار بالبشر، المخدرات .... )
تكوين احتياطي استراتيجي للقوات المسلحة.
السياسات الملائمة لتطوير إقتصاد الدولة، والتعامل مع النظام المعاصر المعقد للتجارة الدولي، حيث الإتفاقيات متعددة الجنسيات، والإعتماد المتبادل، وتوفير الموارد الطبيعية.
وقد إتخذ خطاب باراك أوباما عام 2010م، الإقتصاد في نطاقه الدولي المعاصر مرتكزاً من مرتكزات الأمن الوطني الأمريكي: "إقتصاد أمريكي خلاق متنامي في ظل نظام اقتصادي عالمي منفتح يعزز الفرص والرخاء".
والبراكين وغيرها من الكوارث الطبيعية، وثمة مشاكل بيئية عالمية مثل تغير المناخ نتيجة ظاهرة الإحتباس الحراري، وفقدان التنوع البيولوجي.
وكثيراً ما خلّفت الحروب مشاكل بيئية نتيجة الحرق والتدمير، كما أن كثيرًا ما تسببت المشاكل البيئية في نشوء توترات وصراعات.
"بسبب النزاعات حول ندرة المياه في الشرق الأوسط، أو الهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتحدة بسبب فشل الزراعة في المكسيك، وكانت الإبادة الجماعية في رواند ناتجة - بشكل جزئي أو غير مباشر - عن زيادة السكان وتضاؤل توفر الأراضي الزراعية".
الاستفادة المثالية للموقع الاستراتيجي والفضاء لتحويل السودان إلى (Hub) عبر منظومة النقل.متعدد الوسائط.
وذلك من خلال فلسفة اقتصادية تؤسس للتنافس العالمي والعلاقة بين الاقتصاد الكلي والجزئي، بما يؤسس لمصالح القاعدة الضخمة من صغار المنتجين ويمنع سيطرة قلة من الشركات على الدخل القومي.
بما يقود لزيادة الناتج الإجمالي وتوفير فرص عمل لكل من وصل إلى سن العمل وزيادة دخل المواطن والمنتج بالمستوى الذي يحقق الرضا والرفاهية.
- لقد أنشئت في السودان أكاديمة الأمن العليا والتي تعني في مجال (إستراتيجية الأمن الوطني)، وكان حدثاً مهماً وتاريخياً، وهي من أهم الصروح العلمية في البلاد، وهي تقدم المتفرد في مجالات الدراسات الأمنية والإستراتيجية، حيث أنها ظلت تلعب دورها المرسوم في الإيفاء برسالتها تدريباً وتأهيلاً للدارسين في كل المستويات تحقيقاً للتوافق العلمي والمهني، ومن التخصص العلمي للكلية ورسالتها، يكون المبدأ الحاكم (الوطن) الذي يحدد للكلية أولوياتها وتوجهاتها، ويخصص لبرنامجها التعليمي قضاياه وموضوعاته، توضيح ذلك أنه حسب الوطن (قضاياه، إمكاناته وطاقاته، إحتياجاته الحقيقية، خصوصيته السياسية والجغرافية والإجتماعية ... إلخ)، تتحدد مجالات الأمن الوطني (عسكري، سياسي...إلخ) تكون لها الأولوية، وكذلك القضايا والموضوعات التي يركز عليها البرنامج التعليمي، وحسب المجالات الأمنية تتحدد كذلك التخصصات العلمية والوظيفية للطلاب المطلوب التحاقهم بالبرنامج.
- الحق أن الأخذ بهذا المبدأ، إنما هو ترجمة عملية علمية لطبيعة الحقل المعرفي الذي تنتمي إليه الدراسات الإستراتيجية، وهو حقل (العلوم الإجتماعية) التي تتسم بطابع المرونة والنسبية، حيث تختلف القضايا والأولويات والمنظور من مجتمع لآخر، وينبهنا هذا إلى خطورة إستيراد المقررات الدراسية، حيث أنها تكون معدّة في ضوء واقع المجتمع الذى أعدها.
تعليقات
إرسال تعليق