الشاعر عوض احمد خليفة.
عوض أحمد خليفة
اسمه الأصلي العوض وداعة الله أحمد خليفة ، ولد في حي الموردة بمدينة أم درمان في 21 يناير عام 1931م .
دخل الخلوة في صباه ليتعلم مبادئ الكتابة وحفظ آيات القرآن ، ثم التحق بالمدارس النظامية ودرس في مدارس الكُتّاب الأولية ، والوسطى بأم درمان فمدرسة الأحفاد الثانوية . وبعد اجتيازه امتحان شهادة كامبريدج عام 1949م ، التحق بكلية غوردون التذكارية (جامعة الخرطوم حاليا) ودرس فيها الأدب لمدة عام . وفي فبراير 1950م ، التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها بعد عامين برتبة ملازم ثاني وكان الأول في دفعته في امتحانات الكلية ، والتي ضمت أيضا الملازم ثان (رئيس السودان لاحقا) جعفر محمد نميري .
خدم عوض خليفة فور تخرجه من الكلية الحربية في القوات المسلحة السودانية وتنقل في مختلف أقسامها حيث عمل في سلاح الهجانة في الأبيض ، وسلاح الإشارة في الخرطوم بحري ، والقيادة الجنوبية في جوبا وتدرج في مناصبها العسكرية حتى بلغ رتبة اليوزباشي (نقيب ، حالياً) . وفي عام 1959م ، تم تجريده من رتبته وفصله من الخدمة العسكرية بعد اتهامه بالاشتراك في حركة انقلاب عسكري فاشل بقيادة البكباشي المتقاعد يعقوب إسماعيل كبيدة من سلاح الإشارة ، البكباشي علي حامد من مدرسة المشاة ضد حكومة الرئيس إبراهيم عبود ، والذين تم إعدامهما مع عدد آخر من ضباط شاركوا فيها .
عمل عوض أحمد خليفة بعد ذلك ضابطاً إدارياً لمدة عام بمشروع الجزيرة الزراعي ، ثم مفتشاً للتعاون بوزارة التجارة والتعاون والتموين ، وتدرج في مناصبها حتى وصل في عام 1969م إلى منصب مساعد مدير مصلحة التعاون ، وفي تلك الفترة التحق بجامعة القاهرة فرع الخرطوم (جامعة النيلين حالياَ) لينال درجة دبلوم الاقتصاد . وعندما استولى العقيد جعغر نميري على السلطة في مايو 1969م ، أعاد خليفة الذي كان زميله في الكلية الحربية إلى الخدمة العسكرية برتبة عميد . ساهم خليفة في تطوير القوات المسلحة حيث عهد إليه بإنشاء فرع التوجيه المعنوي وإصدار جريدة القوات المسلحة ، وتأسيس فرع الخدمات الاجتماعية ومؤسسة قوات الشعب المسلحة التعاونية ، كما أسهم في تأسيس إدارة الخدمة الوطنية وتنظيم هياكله . وترقّى في عام 1972م إلى رتبة اللواء وأصبح في العام نفسه نائبا لرئيس هيئة الأركان إمداد . وفي عام 1974م ترك الخدمة العسكرية بعد أن تمت إحالته إلى التقاعد والتحق بوزارة المالية حيث تم تعيينه مفوضاً عاماً للتنمية في درجة نائب الوزير ، وبقي في المنصب حتى عام 1976م ، ليلتحق بعدها بمؤسسة دار الأيام ويصبح رئيس مجلس الإدارة ورئيس هيئة التحرير فيها وذلك في الفترة من عام 1976 وحتى 1978م ، حيث كان يحرر عمود بصحيفة الأيام اليومية بعنوان «شيء من حتى» . شهدت فترة الثمانينات توطيداً لرحلة الشاعر الإيمانية فأعاد حفظ القرآن كما طفق يخدم وطنه السودان من منصة العمل الخاص خصوصاً في مجال التنمية ، فعمل وكيلاً لشركات عالمية لصناعة الجرارات الزراعية .
ثقافياً أسس عوض احمد خليفة صحيفة «أخبار الصباح» ورأس تحريرها . في التسعينات أمّ خليفة المصلين لصلاة الفجر بمسجد السادة الأدارسة بالموردة . نقلت الإذاعة السودانية شعائر الصلاة على الهواء مباشرة فسمعها السودانيون حول العالم .
عُرف عنه إلى جانب مهنته العسكرية ونشاطه الأدبي بأنه كان لاعب كرة القدم في نادي الموردة الرياضي الذي تولّى إدارته لاحقاً ، كما كان يهوى فن الغناء والعزف على آلة العود وتلحين القصائد ، فهو الذي قام بوضع ألحان كلمات قصيدته «شتات الماضي» التي أهداها للفنان عثمان حسين .
ألّف عوض أحمد خليفة العديد من القصائد الشعرية التي تغنى بها كبار المطربين ، ولاقت نجاحاً ومن بينهم الفنانون إبراهيم عوض وعثمان حسين (أغنيات خاطرك الغالي ، وربيع الدنيا، وعشرة الأيام) وعبد الكريم الكابلي (يا أغلى من عيني وكيف يهون عندك خصامي) و زيدان إبراهيم (كنوز محبة وفي بعدك يا غالي) . وعبد العزيز محمد داؤود (يا أغلى الحبابيب) و أبو عركي البخيت (لو كانت ناكر للهوى).
ويعتبر عوض أحمد خليفة من شعراء التجديد في قصيدة الغناء السوداني ، حيث تميزت كلماته بالرومانسية وجزالة الصور التعبيرية وسلاسة القافية وبساطة التعبير مع عمق المعاني . فهو يقول في قصيدة يغنيها عبد الكريم الكابلي :
كيف يهون عندك خصامي
وترضي من عيني تغيب
وأنت بيك أسباب وجودي
وأنت أكثر من حبيب
شفت بيك الدنيا زاهية
وعشت فيك أملي الخصيب
أنت أحلى من الأماني لما تغمرني وتعربد
وأحلى من طير الخمايل
لما تتمايل تغرد
وفي أغنية كتب كلماتها للفنان زيدان إبراهيم يقول :
من لمسات حنانك
خلاص تمينا دور
وأيام مرة خالية
من طعم السرور
كل ما غنّى شادي
ذوبني الشعور
أقول يا ريت حبيبي
لو في الطيف يزور
وفي اغنية كتب كلماتها الفنان أبو عركي البخيت :
لو كُنت ناكِر للهوي زيك كُنت غفرت ليك
كل العذاب العِشته فى حُبك وكُنت حبيت عليك
لكني عايش للهوي وكُل يوم بترجى فيك
وريني كيف اغفر وإنت شقاي سببتهُ بإيديك
حاولت اخدع نفسي يا ظالم واجرُف حبى ليك
حاولت امنع نفسي منك وتانى ما امشي واجيك
ورحلت عنك وعن دياري وهـدمت كُل امل لديك
وبرضي ما قادر اسيبك لما انساك بشتهيك
مع كل دفقاتي الحنينة وكل دمعة شوق سجينة
تهاتي بيك روحي الحزينة واشقى لما تهاتي بيك
وريني كيف اغفر وانت اضعت كل آمالي فيك
ما كنت قايل انا يوم بلاقي الحب ولا بكشف دروبهُ
ولا قلبي من شدة إباهُ بتقـدر الاشواق تذيبهُ
لكن غرامك حب حب صاليني بنارهُ ولهيبهُ
وتركت قـلبي يا حبيبي تاني كيف منك اجيبهُ
وإنت يا ناكر غرامهُ قلبي ما بتسمع كلامهُ
ودون سبب يرضيك خصامهُ ولوعة العُشاق تصيبهُ
تنساني يا ظالم وقـلبي معاك مفتكرك حبيبهُ
لو كنت ناكر للهوي زيك كنت غفرت ليك
كل العذاب العشته في حبك وكنت حبيت عليك
لكني عايش للهوى وكل يوم بترجي فيك
وريني كيف اغفر وإنت شقاي سببته بإيديك
توفي عوض أحمد خلفية يوم 24 أكتوبر 2019م ودفن بمقابر حمد النيل بأم درمان .
تعليقات
إرسال تعليق