قصص جميلة.

                       

السبت 13/7/2024

                   قصة_وعبرة...


لأنني سمراء  كانوا ينادونني :

(السّودة) !!!

هذه هي الكلمة التي كانوا يطلقونها عليّ في المدرسة الإبتدائية ..

كنت في الصف الأول لا أنتبه ثم أصبحت أتضايق ..

اسمي منار ، عمري الآن 25 ﻋﺎمًا ..

أبي كان دومًا مسافر ،

وأمي كانت من ترعاني أنا وإخواتي ..

المشكلة كانت تكمن في أنَّ (نسمة ونور) كانوا بيض البشرة مثل أمي ..

وأنا فقط سمراء مثل أبي !

أمي نفسها كنت أشعر أنها غير سعيدة بشكلي !

لطالما سمعت تعليقات جارحة : (أنتِ ليه مش حلوة زي أخواتك ؟)

كنت أبكي سرًا ...شعري منكوش ...أسأل نفسي :

(ليه أنا بالذات الوِحشة البشعة ؟!)

الغريب أنني كلما سألت نفسي كلما ازددت وحاشة و قبحًا !

ليس لي أصحاب من كثرة ما أنجرحت ..

أصبحت أحب مضايقة البنات وأخذ أشيائهنَّ .. وأقرصهنّ !!!

كل فترة إدارة مدرستي تستدعي أمي : (منار بنتك غير مؤدبة) !!

أمي لم تعرف إلا الضرب ..

مرة و هي تضربني قالت :

(هو أنتِ مفيش حاجة فيكِ عِدله خالص ؟ طالعه لَهُ ؟)

هي تقصد أني مثل أبي !!!

أرضاني أن أصبح المشاغبة اﻷولى في المدرسة ..

أحسست بأن لي بعض الأهمية والشهرة -وإن كانت بالخطأ- ..

لا أحد يحبني .. الأخصائية الجديدة أستاذة (منى) تحاول أن تتحدث معي ..

كل أخصائية تحاول علاجي يستفزني هذا أكثر و أكثر ..

أنا مش مريضة و لا مجنونة ،

لا أحب الكلام معهم ...

لماذا أنا موجودة ؟

أنا وِحشة مُش حِلوة وعمري ما هتجوز كما يقولون ..

أكره أخوتي لأنهم حلوين ....!

( منار ) هكذا ناداني كابتن جمعة مدرب السلة العجوز ....

أعرفه شكلًا .....( نعم يا كابتن " ببرود " )!!

رديت برخامة كالعادة ...- كان سني 10 سنوات -

قال لي : مالِك ؟ !! مالي ؟! عُـمر ما حد سالني مَالِي ؟

أنا مهملة دومًا ..رديت وقلت : ( مفيش )

قال : ( طيب ليه عامله كدا قلت برخامة : ( أنا شكلي كدا )

قال مبتسمًا بلا غضب : ( إنتِ زعلانة أوي ليه ؟؟؟ )

نظرت إليه ..أخيرًا حد عرف إني زعلانة ؟!

قلت له :( و ليه ما أزعلش محدش بيحبني )

قال بطيبة و هو يقدّم لي بسكوتة :

( شعور صعب يا منار إنك تحسيه )

بكيت بحرقة ...قال بتعاطف :

( أد كده متضايقة يا بنتي وشايله جواكي ؟! )

أسرعت بالابتعاد .. وسقط مني البسكويت ...!!

في اليوم التالي للتمرين لم أذهب .. و أمي لم تهتم كالعادة ...

لكن بعد ذلك ذهبت ..سألت كابتن جمعة :

( ليه كل الناس بيكرهوا سَماري ؟

أنا إيه ذنبي ؟!!! ) لم أرَ كصفاء وجهه و هو يقول :

{ وَ جَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ }

قال لي : ( الناس امتحان لبعض )

كل واحد بيضايق التاني في حاجة ..

عندي إصابة في ذراعي من سنين ، بسببها تركت لعب السلة ، الناس برضه بيعلقوا عليها ) قلت

( ليه أنا سودة و أخواتي بيض ؟) قال :

( ده اختلاف بين الناس ربنا قسمه ،

بس إنتِ لو رضيتي هتكوني رائعة جدًا ) ..

أنا : ( أرضى ازاي و الناس بتتريق عليا و بتسخر مني )

قال : ( الناس بتتريق على حاجات كتير .

. بس ما دام أنا عارف إني مش غلطان ؛

أجمد وأقْوَى و لا يهمني حد )

قلت له : ( أنا بالعكس بقيت بكره كل حاجة يا كابتن )

قال : ( و ليه متحبيش الحاجات ؟ )

أنتِ كده كده عايشة ، عيشي صح .. حتى مع التريقة والسخرية و الإستهزاء .. التريقة غلطتهم هُمَّا مش غلطتك إنتِ ..

خليهم يقولوا يا ريتنا زي ( منار ) ..

بكيت بقلب مكلوم وابتعدت ... ( يا ريتنا زي منار )

ممكن حد يقول كده ؟!

أنا فاشلة دراسيًا .. مكروهة في البيت و المدرسة !!!

لكن و أنا ماشية شفت ( مقلب قمامة ) العمال بينظفوه

.. بعد كم يوم صار جنينة وحديقة مشهورة !!!!

قلت لنفسي ممكن أتغير ؟!! بس بشرتي مش هتتغير ،

علي العموم البشرة مش كل شيء ،

البشرة شيء من الأشياء بس ...

بدأت .....أذاكر .....أصلي ...أدعي ربنا بإلحاح ...وبطلت رخامة ،

و التزمت الصمت أكثر من الكلام ، لكن البنات مبطلوش تريقة

( يا عيني على الاجتهاد !!! )

لم أهتم ؛ ففي ذهني كلمة عم جمعة

: ( بكره يقولوا يا ريتنا زي منار ) .

ماما ملاحظة التغيير لكن مابتعلقش

طلعت التالتة ...المدرسة كرّمتني ...

بعد شهر ماما قالت لنور : شايفة أختك منار،،،

ملتزمة إزاي في الصلاة و وشها منوَّر ؟!

ذهبت لعم جمعة ..كان شكلي فرحان وحكيت له

،،،، قال : كملي .. أصبحت دايمًا من الأوائل ،

ومن المصلين والحمد لله ..

مرَّة قبَّلت يد ماما ..وأتحجبت في الإعدادي ..

تعليقات الناس زي ما هي على سماري ، بس خلاص جِمدت وبقيت قوية .. عم جمعة يشاور لي مشجعًا ..

كررت تقبيل يد ماما ..أشعر أنها راضية

رغم سوء علاقتي بها سابقًا ..

حاسة إني احلويت !!! بقيت أعطف على الأطفال ..

عم جمعة مريض جدًا ..ذهبت مع ماما لزيارتهم ..

دعا لي .. و دعيت له ..عم جمعة تحسن و خرج من المستشفى بس بطل يروح النادي ..

أنا و أمي حريصين على زيارة زوجته والسؤال عليه ..

بعد الثانوية كانت كلية الطب ...

أخبرت عم جمعة ..

قال لي : إنتِ أدها يا منار وبإذن الله نشوفك دكتورة كبيرة ..

ماما فخورة جدًا بيا .. في أولى طب مات عم جمعة ..

بكيت عليه زي الأطفال ، كأنِّي فقدت والدي ..

صليت عليه الجنازة ودعوت كثيرًا له من كل قلبي ..

اللهم اعف عنه و وسع عليه وثبته بالقول الثابت ..

دعيت له كثيرًا ..

أقسم بالله إني أدعو له يوميًا و أخرج كل يوم صدقة له ..

و أتعاهد زيارة زوجته ..

عم جمعة مخلّفش ؛ لكن وقف جنبي زي بنته عشان أعيش ..

هو مات و لكن ربنا جعله سبب بعد لطف ربنا عشان يحييني ..

كان ممكن أكون كتلة سودا !! بدون منفعة ولا حياة

في رابعة طب دخل حياتي شاب اسمه ( مدحت ) ..

مدحت أشقر !!! أمهُ بريطانية مسلمة ، وأبوه مصري ..

مدحت مُصِرّ عليا و متمسِّك بيا ..

يقول : ناجحة ذكية ومتفوقة و محترمة ومتدينة ومحجبة ..

انت مجنون ؟ تتجوزني أنا ؟! ماما طايرة من الفرحة !

اخواتي مش مصدقين !! كنت بضحك من كل قلبي ..

اتخطبت عادي و اتجوزت ..

و سافرت بريطانيا مع زوجي و خدت الجنسية البريطانية وبقيت طبيبة في مستشفى في لندن ..

و مش ناسية أبدًا عم جمعة الله يرحمه لما ناداني و أنا عمري 10 سنين ..

بدعيله .. و بتصدق عنه .. وحكيت لمدحت عنه ..

أنا و مدحت بنسمي أي شخص إيجابي يبني ولا يهدم : ( عم جمعة ) ..

باقول لكل الزعلانين من سمارهم ... :

كل شيء من ربنا حلو.،،، أحمدوة وأشكروة،،، وسدوا أذانكم عن كلام الناس اللي بتهدم وخليكم مع القلوب الطيبه اللي زي عم جمعة،،، و البياض و السمار .. الحلاوة والوحاشة ...المهم القلب والطبع الحسن المهم أكون راضي بالقدر

وساعتها ربنا هيرضيني ..

الله يرحمك ( يا عم جمعة ) برحمته ، زي ما رحمتني و أنا طفلة ضايعة و قلب أسود ..

الله يرحمك و يرحم كل ( عم جمعة ) يبني و لا يهدم النفوس ..

نفسي كل إللي يقرأها يفكر إزاي يكون هو ( عم جمعة،،،،

صدق الله القائل : ( ومَن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا ) ..

                     منقول 

ودمتم في عون الله 

ودعشيري

       ،،،،،،،،،،،،،،،،،،.،،،،،،،،،.،،،،،،،،،،،،،،،،،




*(قصة من القصص الشيقة من السودان .. حصلت حقيقة)*


*تزوج عمنا حاج محمد بزوجتين.. وكان يسكن في سلمة ود الحلال بالحزام الأخضر بالخرطوم..

 

*وايضا له بيت في جبرة.. الرجل معروف ومشهور بالكرم والشجاعة والحفاوة وسمعته سارت بها العربان..

 

*وكان رجل ثري.. وربنا أنعم عليه بالمال تبارك الله.. عنده الكثير من المحلات التجارية بالخرطوم..


*وفي آخر عمره تزوج في ود حسونة وسط اهله وأبناء عمومته..

 

*وكان مقسم برنامجه الأسبوعي بين زوجاته الثلاثة.. نصيب زوجته في ود حسونة اخر الأسبوع.. وكان يجلب معه الخبز الناشف او ما يعرف بالقرقوش من مخبزه.. وكمية من الخضار بالشوالات نهاية كل أسبوع.. وفي يوم الجمعة يصادف سوق ود حسونة يضبح بهيمة ويرش الخبز الناشف أو القرقوش بسليقة اللحم ويضع عليها لحم وسلطة ويوزعها في السوق كوجبة فطور برنامج ثابت كل جمعة..


*في أحد المرات حضر متأخرا لموقف مواصلات ود حسونة.. ولكن لم يجد اي عربية وتحرك نحو الخطة البديلة لأي مواطن في ود حسونة وهي الذهاب لموقف مواصلات ابو دليق في حلة كوكو..

*وجد لوري وكمية من الركاب طبعا الكمسنجي في الموقف رجل مشهور إسمه طلب.. كل الناس في ابودليق وود حسونة تعرفه.. رجل شديد في خلاص قيمة التذكرة من الركاب.. فقال لحاج محمد الطاهر بتركب لكن تدفع قيمة تذكرة ابو دليق وافق عمنا حاج محمد.. وركب ومعه شوالاته من القرقوش والخضار وتحرك اللوري وعدد الركاب ٢٥ شخص بالضبط..


*بعد شوية وعندما وصلوا قرب بيوت من أهلنا الحسانية غرب ودحسونة بشوية تعطل اللوري شوية والوقت كان عصرا يعني قرب الساعة الرابعة..


*نزل جميع الركاب وتفرقوا حول اللوري ما عدا السواق والمساعد شغالين في إصلاح اللوري..


*عمنا حاج محمد الطاهر ذهب لأول بيت في الفريق.. ووجد امراة فسألها وين سيد البيت؟ أو أي راجل؟

*فقالت له سيد البيت غائب اتفضل..


*طبعا قرب البيت زريبة غنم مليانة تبارك الله.. فقال حاج محمد للمرأة انتي بت رجال؟ لو بت رجال بيعي لي خروف من الغنم ديل معاي ضيوف..


*المرأة فعلا كانت عند حسن الظن بها قالت له شوف خروفك الدايرو.. قالها الآن ما عندي قروش لكن يوم الجمعة كلمي زوجك يجي السوق يسأل مني وعرفها على إسمه وأنا بعطيه تمن الخروف..


*عزل حاج محمد خروف واستل سكينه من ضراعه وذبح الخروف وقال لها امشي نادي جاراتك وتعالي..


*في اللحظة دي حاج محمد مشي جاب شوالات من القرقوش وكمية الخضار كلها..

*وبدأ في سلخ الخروف.. والحريم ولعن النيران.. وهاك يا شغل.. وحاج محمد يكورك فيهن اسرعن نحنا مستعجلين..* *ومرات يسوط اللحم.. ومرات يزيد حطب النار.. ومتحزم بعمته.. ويكورك ومرات يغسل العدة.. وسريع جدا ركب حلة للشاي في النار.. ومرات يجري يشوف ناس اللوري عملو شنو؟ ويجي راجع تاني للحريم.. واخيرا كلم ناس اللوري قال لهم اللوري لو اتصلح ما تتحركوا الغداء جاهز..


*فعلا بعد شوية كورك في ناس اللوري..

*عووووووك يا ناس يجوني منكم كم نفر نشيل الغداء شالوا القداحة مليانة رغيف بسليقة.. ولحم وسلطة.. تبارك الله الجماعة نزلوا فيها حاجة ما تخلص..

*طبعا وهو يجري يشوف الشاي.. ويجي راجع ويشيل عمتك من راسك او طاقيتك ويقول لك بتشغلك من الاكل كدي اخد راحتك..

*المهم الجماعة اتغدوا تب.. وشربوا الشاي.. وشكروه واللوري عطله اتصلح.. 


*هو مشي يرجع للمرأة العدة الجماعة ركبوا ودوروا على طول..


*البيت قريب من الشارع لمن رجع لقى اللوري اتحرك..


*عمنا على طول جري وراهم علشان يلحق بهم ليواصل مشواره لودحسونة..


*اللوري طبعا في قومته في البداية بكون تقيل شوية الجماعة ما ابعدوا منه واحد شافوا كلم السواق قالوا يا زول اقيف عمنا سيد البيت الأكرمنا جاري ورانا اقيف نشوف مالو؟..*


*وقفوا لمن وصلهم ركب على طول.. الجماعة استغربوا منه وسألوه يا زول مالك راكب بعد ما وصلت اهلك؟..

*فقال لهم ديل ما اهلي انا اهلي في ود حسونة لسع ما وصلت..


*الجماعة استغربوا زيادة واندهشوا فيهم عمك ، كبير قال له..

*هسع انت ضبحت واكرمتنا.. وديل ما أهلك ولا بيتك؟؟؟*

*رد حاج محمد الطاهر..

*على الطلاق عرفة ساكت ما بعرفهم ولا اهلي.. لكن ناس فيهم خير.. وأمة محمد فيها الخير ليوم القيامه...


*دورت الونسة والضحك المخلوط بالاندهاش..* *وعم جو من المرح والسرور في اللوري..

*عمك البطحاني  الكبير كلم واحد من الركاب قال له كلم السواق قل له ما تقيف في ود حسونة امشي على طول..

*وعمنا حاج محمد ما جايب خبر يتونس ويضحك مع الناس..

*الساعة الآن حوالي السادسة مساء.. والواطة مغربت تب.. والليل دخل.. لمن وصلوا ود حسونة وعلى طول مارش ما في وقوف..* *والونسة شغالة لمن عمنا الحاج حسب الزمن لقى نفسه طوووول وما وصل ودحسونة..* *سألهم أنتوا أناس ضهبتو والله شنو؟ معقول لسع ما وصلنا ودحسونة؟*

*رد عليه عمك الكبير فقال له..


*يا زول نحنا ود حسونة تعدينها قبيل.. والآن نحنا في ايد ابو قرجة وعلى الطلاق أكان تصل معانا ابودليق ونكرمك زي ما اكرمتنا..


*كورك عمنا حاج محمد يا ناس دا كلام شنو افوت اهلي وما تنزلوني..


*عمك الكبير قال له..


*يا زول على بالطلاق تصل معنا ابودليق ونكرمك نحنا الخمسة وعشرين نفر زي ما اكرمتنا انت براك وفي بيت ما بيتك..


*فعلا وصل حاج محمد وقضي قرابة العشرة يوم في ابودليق كلها ضبائح وعزومات يتجول من ديوان لديوان ومن بيت لبيت وكمان زاد علي عدد الركاب لأنه في ناس سمعوا بالقصة وكمان يحلفوا عليه ويكرمه زيادة المهم العدد اكمل ٣٠ خروف مضبوحة لحاج محمد الطاهر في ابو دليق..


*صاح فيهم وقال لهم يا بطاحين انتوا مجانين فكيتوا مشهادي وأهلي ما عارفين أنا وين؟ ليهم عشرة يوم يا ناس عليك الله الخلقكم خلوني أمشي وارجع لعقابي..


*طبعا الزمن داك ما في وسيلة إتصال والجماعة ما عارفين زولهم وين ناس السلمة بالخرطوم يسالوا ناس جبرة وناس جبرة يقولوا آخر مرة قال ماشي ودحسونة وناس ودحسونة يحلفوا ماجاهم..


*بعد رجع ود حسونة كلم الناس بقصته مع البطاحين وسأل من زوج المرأة وقالوا له ما في زول جاء سأل منك نهائي..


*يوم السوق اشتري نعجة شايل بجناها واعطاها لزوج المرأة بعدما تعرف عليه في السوق..


*وأيضا بعد فترة طويلة كان جالس في مطعم الجعلي بحلة كوكو يفطر وشافوا واحد من أهلنا البطاحين وعلى طول ذهب للكاشير وطلب ٢ شية وقالوا نزلها لعمك ابو عمة داك..


*فعلا الجرسون جاب الشية لحاج محمد فقال له في زول دفع حق الشية وقال ينزلوها ليك..


*احتار حاج محمد الطاهر وبعد قليل ظهر البطحاني وشال العمة من رأس حاج محمد وقالوا دي بتشغلك اخد راحتك..


*ضحك حاج محمد وقالوا له انت اكيد من ناس لوري البطاحين..


*رحم الله عمنا حاج محمد الطاهر العربي واحسن اليه وغفر له واسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وربنا يجعل البركة في الذرية..


*بالله شوفوا في كم موقف ورد جميل في قصتنا؟؟؟..


*بالله عليكم... هل هذا شعب يستحق هذه الإهانة.. والمذلة.. والمسغبة؟؟؟؟

                   منقول 

    ما تمر ساكت بدون ما تكتب رايك

        ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، 


قصة حقيقية مؤثرة حدثت في جمهورية السودان لأحد المعلمين بمنطقة ريفى المناقل (منطقة في السودان ) 

يقول أحد الأخوة : كنت أستاذاً أدرّس فى مدرسة للبنات في الصف الثالث ابتدائي ، وفي كل يوم كنت أرى خارج الفصل جانب الشباك بنت مسكينة وجميلة تكسوها البراءة وتبيع الخبز لأمها في الصباح ..

وقد بلغتْ سنّ المدرسة، لكنها لم تدخلها بسبب الوضع المادي لأسرتها، فلديها أربعة أخوة صغار، ووالدهم متوفي، وهي تسهم مع أمها في مصاريف معيشتهم ببيع الخبز عند المدرسة، فساعدتْ إخوتها بأن يدخلوا المدرسة ويكملوا تعليمهم ..

في أحد الأيام كنت أشرح للطالبات درساً في الرياضيات، وبائعة الخبز تتابعني من شباك الفصل وهي بالخارج ..

فسألت سؤالاً صعباً وخصصت له جائزة..

ولم تجب عنه أية طالبة ..

وتفاجأت بأن بائعة الخبز تؤشر باصبعها من خارج الشباك وتصرخ : أستاذ أستاذ أستاذ

فأذنت لها بالإجابة .. 

فأجابت.. وكانت إجابتها صحيحة…!!

منذ ذلك اليوم راهنت عليها، فتكفلت برعايتها وبكل مايلزمها من مصروفات على نفقتي ومن مرتبي القليل، وعلى قدر ما أستطيع من أمور بسيطة تساعدها على التعلم. 

واتفقت مع مدير المدرسة على أن يتم تسجيلها كطالبة بالمدرسة وتشارك بالإختبارات دون دخول الفصل لعدم قدرتها على تحمل مصاريف المدرسة كلها !!

وأن يجعلها تبدأ من الصف الثالث كمستمعة لـتتعلم ولو الشيء البسيط من التعليم..

واتفقت مع جميع مدرسي المواد الأخرى على أن تظل الفتاة تستمع قدر المستطاع من الشباك كل الحصص وهي خارج الفصل ..

 فأجمعوا على الموافقة

وكانت المفاجأة في نهاية السنة عندما ظهرت نتائج الاختبارات ، وكانت هي الأولى على المدرسة ..!!

وسارت على هذا النهج برعايتي وإشرافي اليومي عليها الى أن أوصلتها بفضل الله إلى الصف الأول بالمرحلة الثانوية ..

ثم كبر أحد إخوتها وعمل بعربة كارو لبيع الماء وبقي يصرف عليهم ..

وهنا فارقت السودان للعمل بالخارج ، ولم يكن هناك تلفونات في ذلك الوقت لكي أواصل متابعة أخبارها ..

وانقطعتْ صلتها بي لمدة 16 عاماً ..

وبعد ذلك الغياب عدت إلى السودان ، وكان معي صديق بالدولة التي كنت أعمل فيها ، وصديقي هذا لديه إبن بجامعة الخرطوم كلية الطب ، فطلب مني أن أرافقه للجامعة !!

وأثناء دخولي الجامعة مع صديقي مكثت بعض الوقت في الكافيتريا ، فإذا بامرأة على قدر من الجمـال تحدق فيَّ بشوق، وقد تغيرت معالم وجهها عندما رأتني ، وأنا لا أدري لماذا تحدق فيَّ بهذا التأثر ؟

فسألت إبن صديقي إن كان يعرف هذه المرأة وأشرت إليها خُفية ؟

فأجابني : نعم بالطبع، -بالرغم من عمرها الصغير إلا - إنها البروفيسورة التي تُدَرِّس طلاب كلية الطب (السنة السادسة والأخيرة) .

فسألني : هل تعرفها يا عمي ..؟

قلت : لا، ولكن نظراتها لي غريبة جداً!!

طلاب كلية الطب (السنة السادسة والأخيرة) .

فسألني : هل تعرفها يا عمي ..؟

قلت : لا، ولكن نظراتها لي غريبة جداً!!

وفجأة وبدون مقدمات جرت هذه المرأة نحوي و احتضنتي، وعانقتني وهي تبكي بحرقة، وبصوت لفت أنظار كل من كان بالكافتيريا !!!

وظلت تحضنني لفترة من الزمن دون مراعاة لأي اعتبار، وظن الجميع أني والدها..!

وهي تجهش بالبكاء وتقول لي : ألا تذكرني يا أستاذي ..؟

أنا البنت التي كانت حطام إنسانة، وحضرتك صنعتَ منها إنسانه ناجحة..!!

أنا البنت التي كنتَ السبب في دخولها المدرسة، وصرفتَ عليها من حرِّ مالك حتى وصلتُ إلى ما وصلت إليه !!

وذلك بفضل الله ثم رعايتك وإهتمامك وموقفك الإنساني الفريد

 أنا إبنتك فلانة ( بائعة الخبز )..!!!

فكدت أن أقع مغمياً عليَّ من دهشتي وشدة تأثري من جانب، وفرحي بها من جانب آخر..!

ووالله، بكيت كثيراً عندما تذكرت كيف كانت.. ؟!! وكيف أصبحت على ما هي عليه اليوم ..؟! 

ثم دعتني أنا والذين معي ومجموعة من الزملاء إلى منزلها، وأخبرت أمها وإخوتها والموجودين عني، وهي تتحدث عن الأستاذ الإنسان ..!!! الذي وقف معهم، وكان سبباً في تغيير مجرى حياتهم ..

فألقيتُ كلمة قلت فيها جملة واحدة وأنا أبكي :

( لأول مرة في حياتي أشعر أني معلم وإنسان )..!!!

  ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،



اليوم الخميس 24اكتوبر 2024

فجاه لاقيت المُدرِس اللي دايمًا بيتريق عليا ويحسسني إني أقل من صحابي في كُل حاجة واقف قُدامي وبيضحك وهو مشاور عليا وبيقول:

- وإنت نفسك تكون إيه لما تكبر بقي يا خالد؟

" فضلت أبص يمين وشمال ولاقيت صحابي كُلهم مركزين عليا، فـ وقفت وقُلت:

= نفسي أكون دكتور قلب كبير ومشهور وأعالج كل الغلابة ببلاش.

" بص عليا وفضل ساكت وفجأة لاقيته إنفجر بالضحك، وشاور علي واحد صاحبي وقال:

- طب يوسف أبوه مُهندس وهو عايز يطلع مُهندس زيه.

"وشاور علي بنت"


- وآية باباها دكتور مشهور في الجامعة وهي نفسها تكون زيه.

"وراح مقرب مني جامد وهامس في ودني:

- إنت قولتلي باباك شغال إيه؟

" قلبي بدأ ينبض بسرعة وإتوترت، فـ بلعت ريقي وقُلت:

=  بيطلع كل يوم الفجر ويقعد علي الطريق واللي بيحتاجُه في أي شُغلانة بيروح معاه.

فـ راح مخبط علي كتفي وقال:

- إنت شكلك موهوم يابني، فـ نصيحة مني لو حِلِمت في يوم، إحلم حِلم صغير، ها!!

حلم صغير أوي علي قدك يا خالد.

"العصفور لما يتقص جناحُه وهو صغير، مستحيل ييجي عليه يوم ويطير فوق السحاب".

في اليوم ده فضلت سهران طول الليل ومن كُتر التفكير ماعرفتش أنام، فـ رُحت أتسحّب بِراحة علي أوضة أبويا وأمي علشان مايصحوش، وأول ما وصلت حطيت راسي فوق قلب أبويا وأنا عمال أعيط وكاتم صوتي بالعافية، وبفكر في كلام المُدرس السلبي، وخايف أوي إن القلب ده يُقف لإن أبويا قالي لو وقف هيموت ومش هيكون موجود معانا.

فـ روحت مطبطب علي قلبه وقُلت وانا بهمس:

- مش هيقف يا حبيبي ماتخفش ولما أكبر هعالجهولك.


في اليوم ده أخدت قرار إن مِن وانا لسه في إعدادي هحوش كل مصاريفي وأجيب كُتب جراحة قلوب وهفضل اقرأ فيها لحد ما أبقي دكتور قلب كبير وأعالج كل قلب موجوع وماحدش حاسس بيه.


ودخلت أوضتي ومسكت قلم ألون وكتبت علي الحيط:


"طول ما أحلامك في طوعك

 كمّل وإمشي لـِ قُدام.

مش نهاية الكون وقوعك.

النهاية في الاستسلام."


واليوم يجيب أسبوع والشهر يجيب سنة وطول الفترة دي مابعملش حاجة غير إني بذاكر وبقرأ في الكُتب اللي بشتريها وبس.


"مع كل أول نبضة لقلب طفل لسه خارج للدُنيا، بيكون فيه قُدامها ضريبة إن واحد قلبه ينبض نبضتُه الأخيرة"


وجِه اليوم اللي أبويا هو اللي دفع فيه الضريبة دي، وراح جمب أكتر حد حنين وهيحس بالوجع اللي كان في قلبه وهيعوضُه كل خير.


ساعتها ماكنتش عارف أعمل إيه، وحسيت إن كُل حاجة عملتها رجعِت للصِفر، فأخدت ولاعة ودخلت أوضتي وحطيت كُل كُتب الطب وولعت ورقة علشان أرميها وسطهم.


بس عيني جت علي جُملة:

"طول ما أحلامك في طوعك

 كمّل وإمشي لـِ قُدام.

مش نهاية الكون وقوعك.

النهاية في الاستسلام."


في الوقت ده افتكرت لما قُلت للمُدرِس:

إني هعالج كل الناس الغلابة ببلاش، وافتكرت كمان أبويا وإنه قد إيه هيفرح لما يشوفني بعمل كدة، وبريح الناس من وجع كان تاعبُه.


فـ طفيت الورقة وخرجت ناحية المدرسة الإعدادي اللي كنت فيها وسألت علي المُدرس اللي كان بيتريق عليا، ولما عرفت إنه في حصة دخلت الفصل اللي موجود فيه من غير إستئذان ووقفت قدامه.


= أنت ليه ما سألتنيش عن السبب اللي خلاني أقولك أنا عاوز أطلع دكتور قلب!!


"فِضِل ساكت ومستغرب مِن الموقف وكلامي".


"فبصيت في عينيه بغضب"

= أبويا اللي كنت بتتريق عليه كان مريض قلب، وبرغم ده كله كان بيخرج كل يوم يشتغل ويشيل فوق طاقتُه علشان يوفرلي رغيف أقدر أعيش منه، يوفرلي فلوس أقدر أتعلم منها، كان بيعلمني إزاي أطلع راجل في وقت الرجالة فيه بقت مُجرد كلمة بتتكتب في البطاقة.

أيوة زي البطاقة اللي في جيب حضرتك دي بالضبط.

أنا موجوع، وجوايا كراهية الدنيا كلها من ناحيتك، ومن ناحية كل واحد مُتنمر بيهد في طموح وشغف غيره، كراهية لكل شخص معدوم الإنسانية كل تفكيره إن ابن الدكتور بيطلع دكتور، والمهندس لازم إبنه يكون زيه، وأي حاجة غير كدة لا.

أنا دلوقتي جايلك مكسور وقلبي موجوع ومليان نار، وبقولك إن من رَحِم الوجع والكلام السلبي بيتولد النجاح والمُعجزات.

أنا جايز ماقدرش في يوم إني أعالج القلوب بـِ الطِب زي ما أنت قولتلي، بس واثق إني هقدر أعالجها حتي لو بكلمة حلوة تطيّب بخاطرها.

في اليوم ده مشيت وسيبته وقررت إني بدل ما بتعلِم وبذاكر الطب بس، لا أنا هشتغل كمان وأصرف علي أمي اللي مابقاش حد ليها غيري..

كنت شوية ببيع مناديل، وشوية بقول عسلية سمسمية وأنا ماشي في القطر، اشتغلت في كل حاجة تقريبًا،

صحيح خسرت كتير من صحتي وطفولتي.

بس كسبت نفسي ورجولتي وفهمت كلام الراجل العجوز لما قال:

- إن الدنيا دانية وفانية، وإن الله مع الصابرين.

وفجأة وفي غمضة عين

عدِت الدنيا وسرقت مني سنين وسنيييين.

ودلوقتي قاعد في جنينة المستشفي 

ويبدأ العد التنازُلي قبل ما أتِم مِن عُمري السِتين.

يااااه بقالي ١٠ سنين مسافر برا بلدي!! 

وعمال افتكر في ذكريات قديمة ووشوش قديمة، تفاصيل سايبة جوا القلب علامة، بس صدق اللي قال إن الدنيا زي الدوامة.

بنفضل نلف جواها ونعافر ونفكر في بُكره، وبرضو مابنخدش غير رزقنا اللي مكتوبلنا.

ومرة واحدة شوفت كيس عصير بعيد مرمي علي الأرض روحت ناحيته ولسه بوطي علشان أشيلُه:

- لا يا دكتور ماينفعش والله، إيه اللي أنت بتعمله ده بس!!!

" خبطت علي كتف محمود عامل النظافة في المستشفي بتاعي وابتسمت وقُلت:

= هو أنت أحسن مني يعني علشان تنضف المستشفي وأنا لا؟

- لا ماقصُدش والله بس....

= كلنا في الدنيا واحد يا محمود، ماحدش أحسن من حد، واللي يلاقي حاجة غلط يصلحها من نفسه ومايستناش التاني ييجي علشان يعملها، عارف كيس العصير ده لو فضل مكانه إيه اللي هيحصل؟

" بص عليا بـ استغراب:

- إيه؟

= كمان أسبوع هيكون مقلب زبالة كبير، هي الدنيا كدة يابني، والمشكلة بتبدأ بغلطة صغيرة أوي تكاد لا تُذكر ولما بنهمِلها بتفضل تكبر وتكبر لحد ما تتحول لكارثة.

فلو ما عالِجناش المشكلة في أولها عواقبها هتكون مستحيلة الحل.

مسكت كيس العصير وروحت ناحية صندوق الزبالة ورميته ولسه بلف وشي.

وفجأة....

 لفت انتباهي ظرف موجود جوا الصندوق، فـ وطيت وجيبته وبدأت اقرأ اللي مكتوب جواه:

" دكتور "خالد المصري" أنا الحاج كريم من أسوان عندي ٥٥ سنة، شغال علي باب الله، بطلع كل يوم الفجر أقعد علي الطريق وأستني أي حد ياخدني معاه أشتغل، والدنيا حقيقي صعبة معايا لإني مابقتش أقدر أفرِد ضهري، ودلوقتي جايلك من غير ما مراتي تِعرف علشان أقدملك طلب إنك تعالج بنتي.

 أنا ومراتي متجوزين من ١٥ سنة وربنا ما أنعمش علينا طول المدة دي بنعمة الخِلفة، وبعد كل الصبر ده بنتي جت للدنيا من ٣ شهور، ومحتاجة عملية قلب مفتوح في أسرع وقت، لإن حالتها كل يوم بتسوء عن اللي قبله.

بالله عليك أقف جمب أب الزمن دوِّب قلبُه".

دموعي نزلت غصب عني..

 الراجل ده ظروفه كانت زيي بالضبط، وشغال نفس الشغل بتاع أبويا!!!

لفيت ضهر الورقة لاقيت مكتوب عليا:

"بنتي الغالية ياسمين، أعذريني يا نور عيني، بس معلش حظك قليل في الدنيا، والدكتور طلع مسافر برا مصر واللي شغالين عنده مش راضيين يقبلوا حالتك.

أشوفك في جنة ربنا يا حتة مِن قلبي وروحي.

 الغلابة اللي زينا يابنتي تقريبًا مالهُمش مكان وسط القلوب السودا اللي في الأرض.

بكره معادنا في الجنة وأحس بقلبك وهو سليم وأكون فرحان بيكي وأنا شايفك جميلة وبتضحكي.

والله أبوكي عمل المستحيل علشانك، لدرجة إنه استلف فلوس المواصلات علشان يعرف ييجي لحد هنا فسامحيني يابنتي.

سامحيني يا جنة من ربنا جاتلي علي الأرض بس ماليش نصيب كبير فيها."

" في اللحظة دي قلبي كإنه إتخلع من مكانه، وركبت العربية بتاعتي وبدأت أسوق بسرعة زي الملهوف علي بنته من الموت وسافرت من القاهرة لأسوان، سافرت ١٢ ساعة بتحدي فيهم الزمن الوقت، لحد ما وصلت للعنوان ووقفت قدام الباب، وبدأت آخد نفس طويل، وأطلعه بالراحة علشان أهدأ.

وفجأة..

سمعت صوت الأم بتصرخ وبتتكلم بسرعة أوي:

- يااااااارب، بنتي لا ياااارب.

 مُعجزة من عندك يارب بس بنتي ماتضيعش مني، دي صبري كله في الدنيا والله... 

"وصوت عياطها بقي عالي"

في اللحظة دي إتقدمت خطوتين ناحية الباب، وبصيت للسما، وكإني شايف قلب أبويا في اللحظة اللي وقف فيها، ومش عاوزها تتكرر تاني.

وأول ما خبطت علي الباب، لاقيت راجل ضهره محني وماشي بالعافية..

- أنت مين يا أستاذ؟

= أنت الحاج كريم؟

- أيوة.

"دموعي سالت زي الشلال"

= هو الدعاء ممكن يغير القدر يا حاج؟

- أكيد يا أستاذ، رب المسحيل قادر يخلي كل شيء جايز.

"وصوت الأم بيقاطع كلامنا وهي بتقول:

- مُعجزة من عندك يارب بنتي قلبها هيُقف يااارب.

= الجواب ده بتاعك؟

" أول ما عينه شافت الجواب، لاقيته بيعيط بصوت عالي وطلع الشارع وبص للسما"

- أنا يارب!!! وقفت جمبي أنا يارب؟؟

ده أنا عصيتك كتير ويأست أكتر.

وقفت جمب كريم الضعيف اللي الزمن حني ضهره وكسر قلبه؟؟

جمب كريم اللي مالوش حد في الدنيا يساعده؟؟

" أخدتُه في حضني وبدأت أهدي فيه وقُلت:

= ربك جمبك، وهو الوحيد اللي يقدر يساعدك ياعم كريم.

" مسح دموعه وبص في وشي بـ استغراب"

- بس أنت مين يا أستاذ، شكلك إبن ناس ومليان هيبة! 

= أنا؟

- أيوة إنت.

" حسيت بخنقة شديدة في قلبي ومابقتش قادر أتحكم في دموعي وقلت بصوت متقطع:

= أنا واحد أبوه كان زيك بالضبط ومات علشان ماكنش معاه فلوس يتعالِج وماحدش وقف جمبه، أنا واحد الزمن كسر ضهره زيك برضو وصِبر فوق صبر الدنيا ألف صبر كمان.

أنا الدكتور "خالد المصري" أشهر دكتور جراح قلوب في ألمانيا، وصاحب المستشفي اللي أنت كنت جاي عندها علشان تكشف فيها علي بنتك يا حاج.


" إيده بدأت ترتعش وبص للسما"

- مراتي دعتك بمُعجزة، أنت سمعتها؟؟؟

سمعتها وبعتتلي الشخص اللي أنا لفيت الدنيا كلها علشان بس أشوفه!!

باعتهولي لحد بيتي؟؟؟

" في اللحظة دي حطيت إيدي علي قلبه وقُلت:

= هو حقيقي الدعاء بيغير القدر يا حاج كريم؟؟

"فضل يمشي قدام البيت وهو باصص للسما وبيقول بصوت واطي وكلام مش واضح:

- رب المُعجزات قادر علي كل حاجة..

رب القدر قادر علي تغيير القدر.

ربنا سِمِعني، ربنا سِمِعني وبعت المُعجزة لمراتي.

" أخدتهم معايا في العربية وطول الطريق كنت متابع حالة البنت وأول ما وصلنا المستشفي كانت أوضة العمليات جاهزة، وبدأت في تنفيذ عملية قلب مفتوح وتوسيع شرايين وتبديل صمامات لطفلة لسه ماتمتش ٣ شهور، عملية كانت تكاد مُستحيلة.

واللي إتمنيته زمان بقي دلوقتي قدام عينيا.

إني أبقي دكتور قلب كبير، وأعالج قلوب الغلابة ببلاش.

وإن الدكتور مش لازم يكون أبوه دكتور.

بس ثواني، وقبل ما قلبي يُقف والدنيا تتحول.

فيه أمل جديد إتولد، وهيحكي عُمري من الأول.

_______

صوت المكان هادي تمامًا وكله مستنيني أكمّل كلامي،

فـ مسِكت المايك وقُلت بصوت عالي:

= هو فعلًا الدعاء ممكن يغير القدر؟

"الصمت كان هو المسيطر علي المُدرج، وفجأة..

صوت طالب لسه في أولي طب جاي من بعيد بيقول:

- بعد اللي حضرتك حكيتيه ده كله يا دكتورة، أكيد الدعاء بيغير القدر.

بس هي القصة دي حقيقية؟

"ابتسمت ومسحت دمعة نزلت من عيني وقُلت:

= "خليكم مُقتنعين دايمًا، إنك مهما بلغت من العلم أوعي تتكبر أو تظلم قلب أو تِفتري.

ومهما بلغت عندك السُلطة والجاه.

"خليك فاكر يا شاطر إن مِن فات قديمه تاه"

أهلًا بيكم يا شباب في أول محاضرة ليكم في كلية الطب البشري جامعة عين شمس، أنا الدكتورة "ياسمين كريم" رئيسة قسم جراحة القلب والصدر في كلية الطب جامعة عين شمس.

"ومرة واحدة بنت وقفت وهي مصدومة وقالت بصوت عالي:

- هو حضرتك البنت الصغيرة اللي الدكتور خالد المصري عالجها؟

"ابتسمت وحطيت إيدي علي صدري، فوق الجرح القديم مكان العملية اللي عملتها زمان:

- مع كل دقة قلب جديد لازم بيكون فيه ضريبة، وضريبة دقة قلبي كانت وفاة الدكتور خالد المصري بعدها بفترة.

ولفيت ناحية الباب ومسكت شنطتي وقُلت:

= المحاضرة بتاعت النهاردة خِلصت أتمني تكونوا أستفدتوا حاجة.

وأول ما وصلت المكتب بتاعي روحت ناحية البِرواز اللي مُحتفظة بيه من مدة كبيرة، وهو عبارة عن حتة ورقة من جورنال مكتوب فيها بـِ خط عريض:

" حصول الدكتور خالد المصري علي جائزة نوبل في الطِب ".

ساعتها قلبي ضِحك بعد ما ربنا عوض ٦٠ سنة كفاح عاشها ، وإن فعلا ربنا مابيضيعش تعب حد، جايز الرزق ييجي متأخر زي ما أنا إتولدت بعد ١٥ سنة صبر، وجايز الكلام السلبي يكون بداية حياة إيجابية زي ما حصل مع دكتور خالد، وبدل ما يكون مُجرد دكتور بقي معاه أعظم جايزة في العالم.

بس الحاجة اللي هفضل واثقة منها طول عُمري هي إن:

"طول ما أحلامك في طوعك

 كمّل وإمشي لـِ قُدام.

مش نهاية الكون وقوعك.

النهاية في الاستسلام."

                 منقول 

     ،،،،،،،،،،،،،،..........،،،،،،،،،،،،




أنا وأخي الصغير: درس لن أنساه مدى الحياة

كانت أمي تقوم بنشر الملابس على حبل الغسيل اما بيتنا، بينما انا وأخي الصغير وأولاد الجيران

كنّا نلغب أمام البيت.

كان أمام بيتنا عمود أنارة وكنّا نمسكه وندور

حوله فرحين بتلك اللعبه..

وفجأة وقع أخي الصغير على الأرض.. وراح يبكي.

توقفتُ لثواني لما سمعتُ صوت بكائه، حتى استوعبتُ أنّه سقط أرضا. 

لكن كان بقربه ولد من اللذين كانوا يلعبون معنا، حيث قام برفعه عن الأرض.. فهدأ أخي الصغير وتوقف عن البكاء.. فأكملنا اللعب.

وهنا.. نادت عليّ أمي بصوت غاصب مرتفع

وقالت: تعالي هنا بسرعة.

ذهبتُ مسرعة نحوها، فتَركتِ الغسيل..

وقالت لي بلهجة قوية:

عندما وقع أخوك، لماذا لم ترفعيه عن الأرض؟؟ أجيبيني. 

قلت لها: إبنُ الجيران الذي كان يلعب معنا

رفعه عن الأرض..

قالت لي بغضب:

وهل إبن الجيران هو أخوه؟؟

أنطري ماذا حدث لثياب أخيك..

قلت لها: صحيح.. لقد اتسخت بسبب وقوعه

على الأرض.. لكن هذا تراب خفيف..وبقليل

من الماء سوف يزول. 

قالت لي:

لكن.. عندما رفع الغريبُ أخاك عن الأرض،

لم يُنظِّف له ثيابه.. صحيح ام لا؟ 

ولا بحث في جسده ليرى هل أُصيب بأيِّ

جروح أم لا.

ولم يَجبُر بخاطره ويحضنه ويراضيه.

لقد رفعه عن الأرض.. ثم تركه ومشى ليكمل لعبه.

الدي يسقط يحتاج دائما إلى أخيه لكي يرفعه..

أتدرين لماذ؟؟

لأن أخاه هو من يجب أن يعرف لماذا سقط

اخوه، وما سبب سقوطه.

لان أخاه هو من يجب أن ينظف له ثيابه،

ولا ينتظر الآخرين ليقوموا بتنظيف ملابس أخيه، لكي لا يشعر بالإهانة والإحراج أمام الآخرين..

 أنا بقيتُ صامتة ولم أنطق بأيِّ كلمة، فأقتربت أمي

منّي وحضنتني بقوة، ثم قالت لي بصوت

هاديء حنون:

يا ابنتي، الدي يسقط ثم يقف لن يكون أبدا

سليما بالكامل، لهذا يحتاج إلى أخيه لكي

يساعده ويسنده، ليقف صحيحا سالما..

إن الاخ ليس له سوى أخيه مهما جرى أو حدث بينهما..

اخوك هو من سيدعمك ويقف الى جانبك دائما..

يا حبيبتي..

اشياء كثيرة يمكن أن تُعوّض.. الا الأخ.


وعندما تقولين " آه "، فإنّ أوّلَ من يقف الى جانبك.. ويساعدك ويحميك..هو أخَوك.❤️

ونحن نقول: 

حافظوا على الوُدِّ والمحبة والرأفة بينكم..

وكونو أول من يقف إلى جانب اخوانكم واخواتكم قبل أي شخص آخر. 👌


............،،،،،،،،،.........،،،،،،،،........ 


               *🌹قصة وعبرة*

‏تقول امرأة بعد ليلة زواج زوجي

بعد عشر سنوات مِن المُحاولات اليائسة للإنجاب استسلمتُ لفكرة أنْ يتزوَّج زوجي بأخرى،


وعَدَني بأنّ قلبه لنْ يخفق إلّا لي، وأنَّ زواجه مِن أخرى مِن أجل أنْ يُنجب ابنًا يَحمل اسمه لا أكثر (كما جرتِ العادة في بلادنا) . 


تجرَّعتُ السُّمّ وأنا أُتابع تفاصيل حفلة العرس وشهر العسل، فالعريس ليس أخي وليس قريبي، إنّه زوجي الذي شاطَرَني عشر سنوات عشنا فيها على الحُلوة والمُرّة معًا.


أُصِبْتُ بحالة مِن الجنون ليلتها، كنتُ أهذي كالمجنونة..

يا تُرى ماذا يفعل الآن؟ 


هل هو سعيد معها؟ 

هل يذكُرُني؟ 


سافر العروسان إلى بلدة على الشاطئ لقضاء شهر العسل ...

بينما بقيتُ أنا معَ والدتي وأهلي أبكي وأنوح وأدعو الله بالصبر. هو قدري كما قالوا لي… قدرٌ لا أملك أمامه سوى الصبر.

بعد أيّام قليلة عاد العريس مِن شهر عسله 

‏مَسرُورًا...أعطاني التعليمات الجديدة ليلة عندي وليلة عندها....

وسرعان ما تبدّلت الأحوال لتصبح ليلة عندي وأسبوعًا عندها وخصوصًا بعد إنجابها ابنهما الأوّل.

وبقِيتُ أنا وحيدة، أتنقّل بين بَيتي وبيت أهلي وصديقاتي، أشكو إهماله لي وعدم سؤاله عنِّي.

جلسْتُ معَ نفسي أُفكِّر...

هل هذه هي حياتي التي أرغب؟ 

هل سأعيش عمري على الهامش؟

‏هل سأقضي ما تبقّى مِن عمري على حافة الانتظار؟ 

هل هذا هو دوري في الحياة؟ 

محطّة هادئة يلجأُ لها عندما يُتعِبُه ضجيج الأولاد وأُمّهم.

هل خَلَقَني الله لهذا الغرض؟ 

أما مِن دَوْرٍ آخر لي في هذه الدنيا؟

كنتُ قد وَرِثْتُ عن والدتي وجدّتي موهبة التطريز الفلاحيّ، لم يكُن يخلو رُكنٌ مِن أركان بيتي مِن مَشغولاتي المُتميِّزة.

‏دلَّتْني جارتي على سيّدة أعمال معروفة تنوي البَدْء في مشروع لتشغيل سيّدات البيوت في التطريز التراثيّ المعروف في بلدنا...

كانَتِ السيِّدة وهي مُغتربة ترغب ببَدْءِ مشروع رِبحيٍّ جديد مِن جهة ومساعدة الأُسَر المُتعفِّفة على الإنتاج والعمل مِن جهة أخرى،...

على أنْ تقوم هي بتسويق تلك المنتوجات في بلد إقامتها...

كانَتِ السيّدة بحاجة إلى مَن يُشرف على العمل والتطريز وشراء الموادّ الخامّ والتفصيل...

وهذا ما كُنتُ أُجيدُه وأبرع فيه.

‏عملتُ بجهد...

كنتُ أُطرِّز ليلًا وأُشرف على السيّدات نهارًا...أَقامَتِ السيّدة أوّل معرض لنا في الخارج وقد حاز على إعجاب الجميع،....

بدأتُ أجني مِن المال ما يَكفيني ويَزيد، ثلاث سنوات مرّت على بَدْءِ المشروع الذي أصبحتُ شريكة فيه بنسبة 40%.

أنا الآن أستعدُّ للسفر للإشراف على معرض كبير، كما أنّنا نُعِدُّ الآن لخَطِّ إنتاج جديد ندخُل به التطريز في صناعة الأثاث، وهذا ما يلزمه تدريب سأتلقّاه فَوْرَ وُصولي هناك ...

أنا سعيدةٌ جدًّا، لم أَعُدْ أبكي حظّي العاثر، ولم أَعُدْ أُفَكِّر سوى بمساعدة الآخرين وتطوير نفسي وإسعادها، فأنا أرى الحياة الآن مِن زاوية أكبر وأوسع.

‏أرادَ لي الله دَوْرًا آخر...

مساعدة السيّدات الأرامل والمُطلّقات على توفير حياة كريمة لهنُّ ولأطفالهِنّ ....

أصبحَ لي الآن بدل الطفل عشرات الأطفال، أسأل عنهم وأُشرف على أحوالهم.

وأخيرًا تصالحْتُ معَ نفسي وأحبَبْتُها.

ولكِ عزيزتي أقول: 

إنَّ الله لم يخلقْ أيًّا مِنّا عَبَثًا، لكلٍّ مِنّا هدفٌ ودَوْرٌ في إعمار الأرض، وهو ليس بالضرورة استنساخًا عن أدوار الآخرين.

السعادة ليست بالزواج فكم من زوجة لم ترا السعادة الا بعد الانفصال 

وليست بالاولاد فكم من ام اولادها نقمه عليها

ابحثي عن هدفِكِ واسْعَي إلى تحقيقه، ولا تَرْضَي بغَير دَوْرِ البطولة في حياتك

نصيحة...

لا تجعلي نفسك تحت تصرف الاخرين فلك كامل الحق في اختيار حياتك والاستمتاع بها بما يرضي الله ويحفظ حقك...

كل شخص سعادته او تعاسته هو سببها.. 


*اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وسلم*🌹

..................،،،،،،،،،،........،،،،،،،.......


                *🌹‏تقول إحداهن :*

 في ذات يوم طلبت من زوجي قبل ذاهبه الى العمل أن يحضر لي غرضا عند عودته من العمل ونبهت عليه ان لا ينسى،،، 

وعندما عاد زوجي من العمل كانت يديه فارغتين ولم يحضر لي الغرض الذي طلبته منه وكنت في ذاك الوقت منزعجة  كثيرا ويزداد غضبي أكثر عندما رأيته لا يحمل طلبي الذي نبهت عليه أن لا ينساه لم أستطع أن أسيطر على نفسي فقمت بالصړاخ عليه وبدأت اتشاجر معه..

‏وصار صوتي عاليا وكنت أزداد غضبا حين أراه ساكتا لا يرد بكلمة بل كان لا ينظر الى وجهي وهذا ما جعلني أنفعل بشدة ثم طلبت منه الطلاق وكنت مصرة على ذلك. ولكن لم يبالي بأمر طلبي للطلاق فتركني ودخل الى غرفة النوم فلحقت به وأمسكته من قميصه وقلت له ان كنت رجلا طلقني ، ‏ثم فجأة تغيرت ملامح وجهه  وعرفت أن كلمتي أثرت فيه ولكن لم أعطي اي اهتمام لذلك 

ثم قال لي حسنا خذي ابنتك واذهبي الى بيت والدك و سوف أرسل لكي ورقة الطلاق 

أخذت ابنتي الصغيرة وذهبت الى بيتنا  وكانت حالتنا المادية ضعيفة ولكن كنت قد جمعت بعض المال من مصاريفي اليومية وأنفقتها وصرفتها على نفسي وأهلي وبعد يومين جاء زوجي وأعطاني ورقة الطلاق وذهب ولم يعطني اي أموال  نفقة على مصاريف ابنته .. شعرت بالغضب وأخذت الورقة ثم وضعتها في خزانتي

‏وبعد عشرة أيام نفذ المال الذي كان معي وصارت حالتنا أسوء بكثير لم يكن يوجد شيئا في المطبخ نأكله وكنت حاملا في الشهر السابع ..

دخلت الى غرفتي فشدني الفضول بشأن تلك الورقة فقمت وأخرجتها من خزانتي . ثم فتحتها وكانت الصدمة أكبر من ما كنت أتصور

‏لقد وجدت بداخلها مالا يكفي لمصاريف شهر. ثم قرءتها فإذا بها رساله وليست ورقة الطلاق ..

كان يقول فى الرسالة 

زوجتي العزيزه كيف حالك وكيف حال طفلتي لقد أشتقت لكي كثيرا أنا أسف لأني لم أحضر لكي طلبك ليس لأني نسيت بل كنت أريد أن نخرج ونأكل خارج البيت وثم أشتري لكي كل ما تريدين ولكن عندما رأيتك منزعجة وغاضبة سكتت ليس خوفا او ضعفا بل كنت أخشى ان تتعبي وخصوصا انتي حامل فمنعت نفسي من الرد على كلماتك الجارحة. ثم هربت الى غرفة نومنا خوفا ان أفقد سيطرتي وأفقد أعصابي وتشتعل الڼار اكثر. ولكن حين قلتي إن كنت رجلا طلقني. نعم انا رجل ولكن لا يعني ان أظهر رجولتي تحت تأثير غضبك حتى اعطيكي ما تريدين نعم عزيزتي لقد جرحني كلامك ولكن ستبقين زوجتي الحبيبة وأم أولادي وفي نهاية كلامي عزيزتي لقد وضعت لكي ‏مالا يكفيك لمصاريف شهر

حتى لا تحتاجين أي شيئا واذا تريدين ان

تعودي ف يامرحبا بك ستنورين منزلك واذا مازلتي غاضبة مني وتريدين البقاء في منزل والدك كما تحبين

‏لقد كنت أقرأ الرسالة ودموعي تتساقط لقد شعرت بالندم وعرفت خطئي. ثم قمت على الفور أجمع واجهز أغراضي ثم أتصلت بزوجي وانا ابكي وأعتذر عن ما فعلته به لقد قتلني بهذي الرسالة المؤلمة كثيرا لقد كنت أحترق بين تلك الحروف . وبعد ساعة طرق زوجي الباب وقمت بمعانقته وأنا ابكي وأقبل رأسه واطلب منه السماح ..

‏ثم قام زوجي بوضع مالا في يدي والدي وعدنا الى المنزل ..

ومنذ تلك الحاډثة حتى اليوم لا أرفع صوتي عليه ولم اطلب منه اي شيء بل كان حين يخرج يسألني هل تحتاجين شيئا كنت ارد لا احتاج شيء سوى عودتك سالما معافيا ..

هذا كل ما اريده ...


*اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وسلم ﷺ*

                   🌹🌹🌻🌹🌹

          ........،،،،،،،،،.............،،،،،،،،،،، 


الجمعة6ديسمبر 2024 م

*‏(( قصة حقيقية حدثت في دمشق )) ...*

يقول صاحب القصة 

منذ أربعين عاماً وأنا ما زلتُ أتذكر حادثة حصلت لي، وبكامل تفاصيلها. 

كان عمري ١٥ سنة ووقتها صدرت نتائج الشهادة الإعدادية في الجرائد الرسمية وشاهدتُ إسمي في الجريدة وكانت فرحتي عندها كبيرة جداً،

فقررتُ السفر من السويداء الى دمشق لشراء كعك شامي وبرازق وغريًبة من دمشق، لتقديمها لأهلي وأصحابي إبتهاجاً بنجاحي. وضعت في جيبي خمس ليرات ورقية وليرة واحدة معدنية، ركبت الباص ودفعت الليرة المعدنية أجرة الباص وبقيت الخمس ليرات الورقية بجيبي.

‏وعندما وصلت إلى دمشق توجهت فوراً الى سوق الحميدية وأيضاً للصالحية، وبعدها ذهبت إلى باب الجابية، فدخلت محل حلويات وكان التاجر يجلس بجانب ابنه الصغير أمام محله، فقلت له : عمي أنا بدي كيلو كعك وكيلو برازق وكمان كيلو غْرَيْبة، ومددتُ يدي إلى جيبي لأخرج الخمس ليرات الورقية فلم أعثر عليها وبدأت بالبحث في الجيب اليمين ثم الجيب اليسار ولكنني لم أجدها.

‏ظهر الحزن عليّ واضحاً فاعتذرت من التاجر وقلت :

عمي سأعود لاحقاً لأخذ ما طلبته منك

لكن التاجر نظر اليّ وإبتسم وقال :

هل نسيتَ النقود في البيت فقلت له : لا بل أعتقدُ أنني أضعت المبلغَ، فقد كان في جيبي خمس ليرات ورق

قال لي : أين تسكن يا إبني 

قلت له : بيتنا في السويداء يا عمي.

قال لي : إجلس يا إبني وإرتاح شوَيّة

وصَبّ لي كاسة شاي وقال :

تفضل واشرب شاي ورَوّق بسيطة يا إبني.

‏جمع التاجر ما وَزَنهُ من كعك وبرازق وغريبة في كيس ورق وقال لي : خذ هذا الكيس يا إبني، وفي المرة الجاية بتسدد لي ثمن ما إشتريت، الناس لبعضها يا إبني.

قلت : يا سيدي أنا قد لا أعود لدمشق إلا بعد فترة طويلة وأنا أعتذر لأنني لا أحب الإستدانة.

قال : أنا متأكدٌ يا إبني بأنك ستعود وتسدد لي ثمن البضاعة وأصرَّ عليّ أن أحمل كيس البضاعة.


‏أخذت الحلويات وكلّي خجل من هذا الموقف، وودعته هو وابنه وغادرت المحل ، وبعد أن مشيت مسافة بالسوق واذا بإبن التاجر يناديني فتوقفت، قال لي : لقد وجد والدي خمس ليراتك بأرض المحل ويبدو أنها قد وقعت منك، وأبي قد خصمَ منها ثمن الحلويات وهذا الباقي تفضل.

‏كانت فرحتي كبيرة لأني لم أحمل ديناً في رقبتي من ناحية ، ولأنني سأستطيع دفع أجرة الباص للعودة الى السويداء دون الطلب من أحد لأنني لا أملك غيرها.

عندها فرحت كثيرا وشكرت الولد وأرسلت معه شكري لوالده، ووضعتُ باقي المبلغ في جيبي وأنا سعيد جداً.

‏وصلتُ الى بيتنا في السويداء وعندما أدخلت يدي في الجيب الخلفي للبنطال الذي كنت ألبسه تفاجأت بأن الخمس ليرات في هذا الجيب الذي لم أبحث فيه، فقصصت على والدي ما حدث لي في دمشق، فابتسمَ وقال لي :

يا إبني تجار الشام وحلب هم تجار أباً عن جد ويحملون كل معاني الإنسانية وعليك يا بنيّ أن تعيد الخمس ليرات للتاجر فهي دين في رقبتك وستأخذ معك خبز ( مُلوّح ) من خبز والدتك لتكون هدية له وأن وتدعوه لزيارتنا.

وفعلاً في الأسبوع الثاني حملت معي ( خبز والدتي الملوّح ) وخمس ليرات الدين

عندما رآني التاجر من بعيد رأيت على وجهه إبتسامةً وعندما إقتربت منه قال لي : ألم أقل لكَ بأنك ستعود والآن خذ معك هالكيلو الهريسة وسلّم لي على والدك وعلى أهل السويداء.

‏وبعد هذه الفترة الطويلة ما زال وجه ذاك التاجر وإبنه أمام عيني ولن أنساه ما حييت، فقد أعطاني الكعك والبرازق والغريبة وإنتبه أنني لا أمتلك غير الخمس ليرات الورقية ولن يكون معي أجرة الطريق فأرسل لي مع إبنه مبلغاً يعينني على دفع أجرة الباص للوصول لمدينتي السويداء.


سوريا عام 1950 ❤️

       ............،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،.................

قصة قصيرة  ""حور""

سعيد الخزري

الجمعة6ديسمبر 2024 م

يقول العم إبراهيم ذو  الأربعة و ستون عاما ، أنه قبل عشرين عاما من الآن 

عندما كنت أعمل في متجر كبير لبيع الدمى ، وقفت ذات مرة فتاة في عمر التسع سنوات عند واجهة المتجر والتي كانت من الزجاج الشفاف..وقفت قبالة دب رمادي مصنوع من القطن الناعم ، متوسط الحجم، تقريبا بحجمها..وبدأت تحدثه طويلا ثم انصرفت ، وعاودت الكرة مرة أخرى..مما جعل لعاب  فضولي يسيل  لمعرفة ماذا تقول الطفلة للدب...وعندما انصرفت قمت بوضع جهاز تنصت في الدب...لإشباع فضولي ...لكنها لم تظهر لثلاثة أيام ..حتى أنني رفضت بيع الدب لإحدى الأسر...لا أعلم ما الذي جعلني أفعل ذلك..كانت هناك سيطرة تامة من الحدث على تفكيري وسلوكي حينها ...وفي اليوم الرابع بينما كنت أراقب المتجر من خلف زجاج المكتب ..رأيتها وهي تتجه نحو صديقها الرمادي ، فأسرعت لتشغيل جهاز التنصت...

كانت الصدمة قوية عندما سمعت حديثها مع الدب ..تجمدت في مكاني ..ولم أعرف ماذا أفعل

في الأول ألقت التحية وهي تبتسم له ثم أردفت قائلة:

صديقي الرمادي لازلت أبحث لك عن اسم يليق بك ،

لقد اقتربت من جمع المبلغ الكافي لاخراجك من هذا السجن الزجاجي...سنكون معا أفضل صديقين على الاطلاق ...لقد أخبرتك سلفا أنني أعجبت بك عندما كنا أنا وأمي نمر من هنا،  وعندما أخبرت أمي أنني أحببتك ..قالت لي ..أنها ستدفع ثمن خروجك من هنا، وستذهب معنا إلى البيت ...لكنها توفيت وبقيت لوحدي ..ولم يتبقى لي الا أنت ..عندما اراك أتذكرها وعندما أتذكرها أركض لرؤيتك...

أخاف أن يأخدك أحدهم مني...أرغب في التحدث مع صاحب المحل  لكي لا يبعيك لغيري ..لكن ملامح وجهه القاسية تفزعني ...شعرت بالخجل قليلا  من نفسي ثم نظرت إلى المراة..لقد كان وجهي قاسيا فعلا...

حدث بعدها أمر مزعج لها ..لقد وقفت أمامها  أسرة كان معها طفل في مثل عمرها ، كان الولد يشير إلى الدب على أنه يريده...دخلت العائلة المتجر تحت مراقبة شرسة من الفتاة ، تطلعت فيها من خلف الزجاج كانت عيناها تستشيطان غضبا...شعرت بها  وهي تحترق في الخارج...تراقب الوضع وهي ترتجف ..

و عندما أشارت الأسرة إلى الدب بأنها تريده لابنها...أخبرتهم دون تردد أنه قد بيع وأنني كنت في صدد الذهب إليه لأخده من هناك...

فوعدتهم أنني سأجلب واحد اخر الأسبوع القادم

لم يغفل ذهني عن الفتاة المسكينة ظلت عينايا بين الحين والآخر تتطلع لحالها خلف الزجاج..وعندما همت الأسرة بالمغادرة، لمحت شمسا أشرقت بوجه حور ..ثم بعد ذلك أشرت إليها بيدي لتدخل ، فتقدمت بخطوات ثقيلة وهي في دهشة وكأنها دخلت عالما سحريا مذهلا ، ظلت تحدق في الدمى وهي منبهرة تماما ...قلت لها فيما أساعدك يا أميرة ..

قالت: اسمي حور 

قلت وأنا أحاول تقمص وجه لطيف 

حور ..اسمك جميل ونادر...فيما أساعدك

قالت وهي تسحب بعض سنتيمات من جيبها ..أريد أن اشتري ذلك الدب 

لقد كان ثمن الدمية غالي جدا  ....لم أشأ إحراجها أكثر ...فذهبت إلى حلمها وأخدته برفق و عناية و هي تكاد تجن من الفرح ...فتحت ذراعيها وحضنته بكل قوتها وهي تشمه ..ثم نظرت إلي وهي لا تصدق عيناها و قالت لي:

 يا عم ..هل المبلغ كافي لأخده..

 ‏فأجبت : نعم إنه كافي ، فهو الان لك ، هل أساعدك في إيصاله إلى البيت ..

 ‏فردت و هي تحدق في عيون الدب ..

 ‏لا عليك يا عم ، اسكن في الجوار مع جدتي ، لا تقلق سأوصله بنفسي 

 ‏وقبل أن تغادر سألتني عن اسمي

 ‏ ثم قالت لي ، عندما ستزوروني  أمي ستفرح كثيرا وساخبرها أن تحقق لك أمنية  ...لم استطيع سجن الدموع  أكثر من ذلك ...فسمحت  لدمعتان دافئتان بالفرار من عيني...لم أسعد في حياتي كما فعلت ذلك اليوم...احساسا قلما يصادفه الإنسان..لم أرى الفتاة من يومها ...بعد عشر سنوات من الحادثة..طردت من العمل ..ففتحت متجرا صغيرا لبيع الدمى ، فلطالما أحببت هذه المهنة ...لكن متجري كان محشورا في أحد الأحياء الفقيرة حيث كنت  أسكن ، لم ينجح مشروعي الصغير، فأصبت بنكسة ، عانيت من فترة صعبة في حياتي ..

وفي أحد الأيام ..طرق أحد الأطفال باب  بيتي ..وعندما استفسرت عن ماذا يريد...أخبرني أن امرأة في الخارج تسأل عني ...إنها امرأة  حسناء في العشرين من عمرها ...قالت ان اسمها هو ..."حور"

ضرب الإسم في أذني كنقلبة أيقظت مشاعري ..رددت في استغراب "حور" ...هل يمكن أن تكون هي فتاة الدب ..

كنت حينها في حالة يرثى لها..أزمة مالية خانقة ..كنا نعيش انا وزوجتي في فقر حاد..

عندما رأتني  حور ، هرولت نحوي وحضنتني كما فعلت مع الدب عندما كانت طفلة ...شعرت وكأنها ابنتي التي غابت منذ عشرين سنة ...أخبرتني  أنها  سألت عني في مكان عملي وقالوا لها اني تركت العمل ...

ثم أشارت إلى سيارتها ...حيث كان يجلس في المقعد الأمامي الدب الرمادي ، الذي بدا مشرقا و أنيقا و كأن الزمان لم يجري عليه...ضحكنا كثيرا وعرفتها على زوجتي ...وظلت تزورنا...وعلمت بقصتي و علمت بقصتها وكيف أصبحت امرأة ناجحة  ...فقامت بفتح هذا المتجر الكبير المليئ بشتى أنواع الدمى و أعطتني إياه ...

عارضت في البداية ...قلت لها هذا كثير ،لم أفعل شئ ، كانت مجرد دمية 

 لكنها قالت لي 

 لا لم تكون مجرد  دمية  ، إنما وهبتني حياة كاملة ..لقد كنت قوية واستمريت بفضلها ، فكل ما كان حولي كان قاسيا وظالما ، و عندما كنت أحس بالحزن والانكسار كنت أنظر إلى الدب فأرى فيه  لطفك وتقديرك  ، و أقول لنفسي،  لازال في العالم أخيار ، و هذا ما جعلني أستمر حتى أصبحت أكثر سعادة ونجاح ...و أنا أخبرتها أنها  أعادت لي الحياة عندما طرقت باب منزلي.. 

 ‏بقلم الكاتب.. س

سعيد الخزري.

       ..............،،،،،،،،،،،،،،،............ 

            تزوجها بسبب الباذنجانة 

                حرامي المحشي

يحكي أنه كان ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺩﻣﺸﻖ ﻣﺴﺠﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﺍﺳﻤﻪ "ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ"

وقد ﺳﻤﻲ ﺑذلك لأنه ﻛﺎﻥ دكانا ﺗﺮﺗﻜﺐ ﻓﻴﻪ كل ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ..

ﻓﺎﺷﺘﺮﺍﻩ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﺍﻟﻬﺠﺮﻱ..

ﻭﻫﺪﻣﻪ ﻭﺑﻨﺎﻩ ليكون مسجدﺍً..

‏ﻓﻠﻤﺎ ﺟﺎﺀ اليوم الثالث ﺃﺣﺲ ﻛﺄﻧﻪ مشرف ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﻓﻜﺮ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺼﻨﻊ؟

فرأى ﺃﻧﻪ من الوجهة الفقهيّة قد بلغ ﺣﺪّ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ يجوز ﻟﻪ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﻤﻴﺘﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ﺑﻤﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ فآﺛﺮ ﺃﻥ يسرق ﻣﺎ ﻳﻘﻴﻢ ﺻﻠﺒﻪ

ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻲ ﺣﻲّ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ،

حيث ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺘﻼﺻﻘﺔ والأسطح ﻣﺘﺼﻠﺔ بحيث ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺤﻲ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮﻩ ﻣﺸﻴﺎً ﻋﻠﻰ الأسطح.

‏وفي أوائل القرن الماضي (أي ﻣﻨﺬ ﻧﺤﻮ مائة ﺳﻨﺔ)

ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺷﻴﺦ ﺍﺳﻤﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻠﻴﻢ اﻟﺴﻴﻮﻃﻲ..

ﻛﺎﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﻲ ﻳﺜﻘﻮﻥ ﺑﻪ ﻭﻳﺮﺟﻌﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻭﺩﻧﻴﺎﻫﻢ...

وﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺗﻠﻤﻴﺬ ﻣﻀﺮﺏ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻓﻘﺮﻩ..

ﻭلكن أيضا ﻓﻲ ﺇﺑﺎﺋﻪ ﻭﻋﺰﺓ ﻧﻔﺴ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺴﻜﻦ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ باﻟﻤﺴﺠﺪ

وذات نهار كان قد ﻣﺮّ ﻋﻠﻴﻪ يومان ﻟﻢ ﻳﺄﻛﻞ ﺷﻴﺌﺎً

ﻭﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﺎ يأكله ﻭﻻ ﻣﺎ ﻳﺸﺘﺮﻱ ﺑﻪ ﻃﻌﺎﻣﺎ !!

‏فما كان من ذلك التلميذ الا أن صعد ﺇﻟﻰ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻭﺍﻧﺘﻘﻞ ﻣﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻴﻪ..

ﻓﻠﻤا لمح ﺑﻬﺎ ﻧﺴﺎﺀ غض ﻣﻦ ﺑﺼﺮﻩ ﻭﺍﺑﺘﻌﺪ..

ثم رﺃﻯ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ ﺩﺍﺭﺍً ﺧﺎﻟﻴﺔ..

ﻭﺷﻢّ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻄﺒﺦ ﺗﺼﺪﺭ ﻣﻨﻬﺎ، ﻓﺄﺣﺲ ﻣﻦ ﺟﻮﻋﻪ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺲ ﺗﺠﺬﺑﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ..

ﻓﻘﻔﺰ ﻗﻔﺰﺗﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺮﻓﺔ.. ﻓﺼﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺭ..

‏ثم ﺃﺳﺮﻉ فورا ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ...

وعندما كشف ﻏﻄﺎﺀ ﺍﻟﻘﺪﺭ رﺃﻯ ﺑﻬﺎ ﺑﺎﺫﻧﺠﺎﻧﺎً ﻣﺤﺸﻮﺍً. ﻓﺄﺧﺬ ﻭﺍﺣﺪﺓ..

ﻭﻟﻢ ﻳﺒﺎﻝ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﺑﺴﺨﻮﻧﺘﻬﺎ..

وما كاد أن يعض ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻀﺔ ﺩون أن ﻳﺒﺘﻠﻌﻬﺎ

ﺣﺘﻰ ﺍﺭﺗﺪ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻘﻠﻪ ﻭﺩﻳﻨﻪ ﻭﻛﺒﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ !

فقاﻝ ﻟﻨﻔﺴﻪ: ﺃﻋﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ كيف نسيت ﺃني ﻃﺎﻟﺐ ﻋﻠﻢ ﻭﻣﻘﻴﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ..

ﺛﻢ ﺃﻗﺘﺤﻢ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ ﻭﺃﺳﺮﻕ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ؟

يا ويلى ..

‏فندم ﻭﺍﺳﺘﻐﻔﺮ ، ﻭﺭﺩ ﺍﻟﺒﺎﺫﻧﺠﺎﻧﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ.. ﻭﻋﺎﺩ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺟﺎﺀ..

ونزل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ.. ﻭﻗﻌﺪ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ.. ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺠﻮﻉ..

ﻓﻠﻤﺎ ﺍﻧﻘﻀﻰ ﺍﻟﺪﺭﺱ ﻭﺍﻧﺼﺮﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ..

ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﺴﺘﺘﺮﺓ كما عادة كل النساء في ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻳﺎﻡ..

ﻓﻜﻠﻤﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﻜﻼﻡ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻌﻪ..

ﻓﺘﻠﻔﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﻮله ﻓﻠﻢ ﻳﺮ ﻏﻴﺮ ذلك التلميذ الجائع..

‏ﻓﺪﻋﺎﻩ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ:

ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﻣﺘﺰﻭﺝ ياولدي ؟

فقاﻝ: ﻻ..

قال له : ﻫﻞ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ؟

ﻓﺴﻜﺖ..

ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ : ﻗﻞ ﻫﻞ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ؟

ﻗﺎﻝ : ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻱ ﺛﻤﻦ ﺭﻏﻴﻒ ﻭﺍﻟﻠﻪ..فكيف ﺃﺗﺰﻭﺝ ؟

ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ : ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺧﺒﺮﺗﻨﻲ..ﺃﻧﻬﺎ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻠﺪ.. وﺃﻥ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺗﻮﻓﻲ.. وﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ هذه ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺇﻻ ﻋﻢ ﻋﺠﻮﺯ ﻓﻘﻴﺮ..

‏ﻭﻗﺪ جاءت ﺑﻪ ﻣﻌﻬﺎ - وﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ قاعدا ﻓﻲ ﺭﻛﻦ الحلقة ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺛﺖ ﺩﺍﺭ زوجها و تجارته

ﻭﻫﻲ تحب ﺃﻥ تجد رجلا.. يتزوجها ﻋﻠﻰ ﺳﻨﺔ ﺍﻟﻠﻪ ورسوله ﻟﺌﻼ تبقى منفردة فيطمع فيها الاشرار والفسقة

ﻓﻬﻞ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺘﺰﻭﺝ ﺑﻬﺎ ؟

ﻗﺎﻝ : ﻧﻌﻢ..

ﻭﺳﺄﻟﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ : ﻫﻞ ﺗﻘﺒﻠﻴﻦ ﺑﻪ ﺯﻭﺟﺎً ؟

ﻗﺎﻟﺖ : ﻧﻌﻢ.

ﻓﺪﻋﺎ عمها ، ﻭﺩﻋﺎ ﺑﺸﺎﻫﺪﻳﻦ ﻭﻋﻘﺪ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ..

ﻭﺩﻓﻊ ﺍﻟﻤﻬﺮ ﻋﻦ تلميذه ، ثم ﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﺧﺬ ﺑﻴﺪﻫﺎ..

‏فأﺧﺬﺕ هي ﺑﻴﺪﻩ ، وقاﺩﺗﻪ ﺇﻟﻰ بيتها ..

فاذا ﻫﻮ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺰﻟﻪ منذ قليل ..

ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻠﺘﻪ ﻛﺸﻔﺖ ﻋﻦ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻓﺮﺃﻯ ﺷﺒﺎﺑﺎً ﻭﺟﻤﺎﻻ يسر الناظرينً ..

فسأﻟﺘﻪ في دلال : ﻫﻞ ﺗﺄﻛﻞ ؟

ﻗﺎﻝ : ﻧﻌﻢ ..

ﻓﻜﺸﻔﺖ ﻏﻄﺎﺀ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻓﺮﺃﺕ ﺍﻟﺒﺎﺫﻧﺠﺎﻧﺔ المعضوضة !!

‏ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻋﺠﺒﺎً ﻣﻦ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻓﻌﻀﻬﺎ ؟؟

ﻓﺒﻜﻰ ﺍﻟشاب ، ﻭﻗﺺ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺨﺒﺮ..

ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ : ﻫﺬﻩ ﺛﻤﺮﺓ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ .. ﻋﻔﻔﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺎﺫﻧﺠﺎﻧﺔ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ..

ﻓﺄﻋﻄﺎﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻛﻠﻬﺎ .. ﻭﺻﺎﺣﺒﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﻼﻝ !!

ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﺷﻴﺌﺎً ﻟﻠﻪ .. ﻋﻮﺿﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮا ﻣﻨﻪ...

                      🌹🌻🌹

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاهد عيان جنجويد

مواضيع علمية