ثنائي العاصمة أجمل قصة

 تحدث الدكتور الشاعر/علي شبيكة في إحدى اللقاءات  ،قال بعد سنين طويلة قضاها في الغربة رجع السودان ، والتقى بالاستاذ الفنان الملحن/ السني الضوي ، ومن لا يعرف السني الضوي صاحب أجمل ألحان،  فقال، قال لي يا أستاذ شبيكة منكن تكتب لينا حاجة كدا جديدة من روائعك 

فقال كتبت حاجةكدا  عفوية  جدا بدون تفكير أو جهد ، فكتبت 

ناس قراب منك عرفو سر حزني 

أسألهم عنك،

 قالو ما سمعوك تسألهم عني ليه؟


فقال الغريب في الامر بعد شوية الأستاذ السني الضوي مشا لحنها حالا وجاء سمعني ليها وكنت في قمة الدهشة 


ناس قراب منك

الشاعر / علي شبيكة

اللحن / السني الضوي 

غناء/ ثنائي العاصمة 


ناس قراب منك

.عرفو سر حزني...


أسألم عنك..

قالوا ما سمعوك.تسألم عني ليه...


قالوا في تيهك

.تحيا هاني سعيد...


زي كأني معاك

ما كأني بعيد...


ومرة ما سمعوك.

تطرا عهد الريد...


ناس قراب منك

..أسألم عنك...


قالوا شايفنك

..كل يوم مسرور...


أسألم عنك

..قالوا شايفنك...


تقضي أوقاتك.

.في هنا وحبور...


وأبكي حرماني

..وإنت لاهي قرير...


يا حليل حبك

..لما كان صافي...


وينو لي قلبك.

.لما كان وافي...


كنت حاني عطوف

..ليه بقيت جافي...

________

من عمق الذاكرة الفنية السودانية

________


المبدع الراحل:

           

 إبراهيم أبو دية

بقلم

عماد أحمد 


ولد الفنان إبراهيم حسن أبودية في مدينة الخرطوم بحري في العام 1938 م وبدأ العمل وهو في سن التاسعة من عمره وتنقل بين عدد من المهن إلى أن تعلم مهنة الخياطة وأصبح ترزيا ومن بحري انتقل بحثا عن عمل إلى مدينة بور تسودان ومعه آمال وطموحات كبيرة في أن يصبح ترزيا معروفا.


عرف عنه منذ الصغر اهتمامه بالعمل والحرص على الاستماع للراديو وبالأخص إلى أغنيات المبدع الراحل عثمان حسين والتي كان يحفظها بل كان يحفظ أيضا تاريخ ومناسبة كل أغنية وفي مدينة بور تسودان وفي العام 1954 تعرف على الموسيقار وعازف الكمان محمد عبد الله ( محمدية ) وكونا فرقة غنائية حيث يؤدي أبودية أغنيات عثمان حسين بينما يقوم محمدية بالعزف على العود وكما تعرف على الشاعر حسين بازرعة والذي كان معجب بصوته.


 بتشجيع من محمدية وبازرعة عاد إلى الخرطوم في العام 1958 م ليبدأ مرحلة جديدة في مسيرته الفنية والتحق بنادي العمال ببحري وكون فرقة غنائية بنادي العمال وكان من ضمن أعضائها الفنان احمد حميد والذي لم يواصل مسيرته الفنية وهو شاعر وملحن أغنيتي أسير الغرام ولاموني للفنان صلاح بن البادية .. واخذ أبودية يتعلم مبادئ الموسيقى على يد الموسيقار احمد مرجان (ملحن النشيد الوطني نحن جند الله) ثم بدا يغني في حفلات الأعراس والمناسبات.


 في العام 1960م أجاز صوته وفي يوم إجازة صوته طلبت منه اللجنة أن يغني أغنية ثالثة ورابعة وخامسـة فتخلله الخوف والزعل وعندما طلبت منه اللجنة أن يتوقف قالوا له : إننا قد اجزنا صوتك منذ الأغنية الأولى ولكن كنا نود أن نستمتع بأدائك الرائع وصوتك الأخاذ.


 في تلك الفترة كان رفيق دربه السني الضوي بدأ مسيرته الفنية بالتلحين وكانت بدايته مع الفنان إبراهيم عوض من خلال أغنيات مين قساك وليه بتسال عني ثاني وقاصدني ومامخليني.


 ذهب إبراهيم أبودية للسني الضوي من اجل أن يلحن له بعض الأغنيات وبالفعل التقى بالسني الضوي بحضور الفنانة الراحلة منى الخير (عليها الرحمة والمغفرة) واللواء جعفر فضل المولى وبدا السني الضوي يدندن بإحدى أغنيات إبراهيم عوض وبدا أبودية يردد معه ليكتشف اللواء جعفر فضل المولى أن هناك تشابها في الأصوات بينهما .. ليقترح السني الضوي أن يغنيا معا فوافق أبودية وانضم إليهم محمد الحويج ليطلق عليهم ثلاثي العاصمة.


 بعدها بفترة قصيرة توفى الفنان محمد الحويج وعقب رحيله توقف أبودية والسني الضوي عن الغناء لفترة ولكن تدخل الفنان الراحل عثمان حسين والملحن حسن بابكر وأعادوهما مرة أخرى ليكونا انجح ثنائية عرفها تاريخ الغناء السوداني الحديث.


 عن أسباب نجاح ثنائيته مع السني الضوي يقول : أنهما يمتلكا مقدرات فردية عالية أهلتهما معا ليكونا شئ مختلفا وهذا هو سر نجاح تجربتهما ويصنف خبراء الموسيقى بأنه يمتلك صوتا عميقا هادئا ومؤثرا وينتمي إلى فصيلة الأصوات الرجالية الحادة والتي تعرف بالتينور.


 له أراء كثيرة حول الأغنية والمغني فهو يعتقد أن الأغنية السودانية أغنية عالمية لاشك في ذلك فقط يعوزها التنفيذ الجيد كما يعتقد أن المغني يجب أن يخشى الجمهور دائما وان الأوكسترا يجب أن تراعي فيها الأسس الفنية المكتملة.


 الفنان الراحل المقيم عثمان حسين كان يقول أن أبودية لو تغنى بمفرده فأنه مؤهل تماما لذلك وكان سيحقق نجاحا كبيرا ولكنه اثر أن يكون ثنائي مع صديقه السني الضوي.


 رفيق دربه السني الضوي رفض مواصلة الغناء بعد رحيل أبودية وكان يقول : ليس من السهل أن يقف بجانبي شخص أخر مكان أبودية ليغني معي بعد رحلة استمرت مايقارب الأربعين عاما والثنائية التي كانت بينهما لم تكن على مستوى الغناء فقط بل كان مزاجهم مشترك في اختيار الملابس وحتى الوجبات وكذلك على مستوى الاستماع لأغنيات الآخرين وسكنا بحري معا وتوثقت العلاقة الأسرية بينهما لدرجة أن أولاد السني تربوا على يد أبودية وأولاد أبودية تربوا على يد السني. 


 الفنان الإنسان ابوعركي البخيت كان مرافقا للراحل أبودية باستمرار عندما كان طريح الفراش بالمستشفى وعنه يقول ابوعركي البخيت : الفنان إبراهيم أبودية يعتبر من أقوى اللذين جابهوا المرض بأيمان قوي والأيام الأخيرة في حياته كشفت لي مدى صلابة هذا الرجل في مواجهة المصائب وارى انه مثل الطيف الذي عبر دنيانا.


 معروف عنه عشقه للرياضة وأثناء فترة وجوده بمدينة بور تسودان لعب لفريق التحرير وهو من محبي فريق المريخ العاصمي


 عندما استمع أبودية إلى التو مات أماني وإيمان خيري .. قال عبارة مؤثرة جدا مفادها انتو كده عبرتوا عننا تماما.


 كان شديد المقدرة في حفظ الأغاني مما جعل السني الضوي يسميه (المسجل) ومن فرط إعجابه بالشعر كان يلقي التحية شعرا.


 أغنيته المفضلة والتي كان يحبها ويصر على تقديمها في كثير من المناســبات هي أغنية (لما ترجع بالسلامة).


شعراء الأغنيات :-


الشاعر الراحل د. علي شبيكة :

امرك ياحلو

لما ترجع بالسلامة

ناس ناسيانا

يانا الزمان يا ناس

دنيا الريد غريبة

والله وحدوا بينا

راحوا الحنان

الله عليك يا أجمل زول

ربيع العمر

ماقالوا عليك حنين

يادنيا شوفي البينا

يا نبي

الثورة الصحية

حرام نتلاقي زي اغراب

بلادي

لمتين ازروك

ساحر الكون

بعادك طال

قمر ليالينا

انا بهواك,

كل شدة تزول يابلادي

الشعب المعلم

سكة سفر

طول مفارق حيو

راح وطول

يوم اشوفك

صلاتي علي الرسول

ارض الحنان

مامعقول

أرض المعالي

يسعد صباحك ياجميل

بحبك...بحبك

طيب شذاك

انا بهواك

بعادك طال

وطن المعالي

ياهلا ياهلا.


الشاعر كمال محجوب :

في ضميرك سر كتمتو

نهر الريد.


الشاعر  محجوب سراج :

حيرت قلبي معاك

ياحبيبي أنت غائب زي عيني.


الشاعر  محمد يوسف موسى :

وحاة الريد.


الشاعر  حمزة خوجلي :

معاي معاي في الدرب الطويل


الشاعر  سيف الدين السوقي :

ماسالتم يوم علينا


الشاعر  حسن الزبير :

الانتاج


الشاعر  محمد الطيب عربي :

ناس قراب منك


الشاعر  ابراهيم ابو دية :

شهد الجنوب


الشاعر  السر أحمد قدور :

هليت ياعيد


الشاعر  جعفر فضل المولى :

خلاص قلبي فارق


الشاعر  مبارك المغربي :

فريد الحسن (بدر سامي علاه)


الشاعر إسحاق الحلنقي :

رفاق الدرب


كل الاغنيات من تلحين السني الضوي عدا :

 الإنتاج من لحن علي مكي

خلاص قلبي فارق من لحن عوض عبد الرحمن


من أغنيات الحقيبة :

ابراهيم العبادي : عازة الفراق بي طال

 محمد ود الرضي : نسائم الليل


توفى الفنان إبراهيم أبودية في العام 2005 م

، نسأل الله ان يشمله بعظيم ورحمته ومغفرته ويسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء.


المصادر :

مقتطفات من حوار صحفي اجرى مع إبراهيم ابو ديه في صحيفة الخرطوم السودانية في العام 2004م

مقتطفات من توثيق للأستاذة اروي الربيع بعنوان بروفايل في صحيفة الصحافة السودانية في العام 2000م.

____________

منقول مع التحية والتقدير للجميع

___________

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاهد عيان جنجويد

مواضيع علمية

قصص جميلة.