الاسطورة وردي

                    اسأل قلبك



مثال واحد من ابداع و عظمة محمد وردي وإسماعيل حسن في الشعر و اللحن


الصدفة وحدها جمعت بين الشاعر إسماعيل حسن ومحمد وردي في العام 1957م. وأول ما أهداه إسماعيل حسن من الأغاني كانت (الليلة يا سمرا) و(يا طير يا طاير). فلم يكن وردي ملحناً أو موسيقاراً أو فنان معروف ومشهور ولا كان إسماعيل في قمة نضجه الشعري ولا يمكن أن يقال أنها أفضل أو أجمل ما كتب إسماعيل وما غني وردي. وقد قام بتلحين هذه الأغنيات (خليل أحمد) ولكن كانت بداية لقاء وتمازج بين أعظم مدرستين في الشعر الرومانسي واللحن الطروب في السودان. 


وقد ارتبطا وجدانياً واستمرت الأعمال بينهم تترى عزوبة و كأنها قصص من ألف ليلة وليلة. أثرت أعمالهم وجدان الشعب السوداني أبدع فيها جميعاً وردي بعبقريته الفذة في التلحين وأضاف إليها بعداً عاشراً وزاد لمعانيها قوةً ومتعة وعمقاً وأضاف بتنغيمهم لهذه الأشعار معانٍ أكثر عمقاً وسمواً. 

ثم تواصلت الأعمال بينهما، فجاءت (صدفة) و(يا سلام منك) و(الحنين يا فؤادي) وهي من ألحان (خليل أحمد).. ومعروف أن الأستاذ خليل أحمد كان ملحناً معروفاًَ ولحن لكثير من الفنانين في ذلك الحين. ثم جاءت أغنيات (الريلة) و (القمر بوبا) اللاتي قد لبسن ثوب اللحن التراثي. 


ثم أصبح وردي يلحن أعماله بنفسه وحقيقةً ألحان وردي كانت شيء آخر خرج بها من القوالب العتيقة في ذلك الزمان فالألحان كانت (دائرية) وكل (الكوبليهات) متشابهة في اللحن أي أن النمطية كانت سمة العصر، وكذلك الشعر كانت صياغته بسيطة عبارة عن رباعيات تحمل كل واحدة قافية فالبناء القصيدي لا يدعو لأي إبداع وطبيعة اللحن كذلك دائرية لا تحمل أي جديد.


*ولكن بعد فترة وجيزة قام إسماعيل ووردي بثورة في الغناء من ناحية اللحن والصياغة والمضامين الشعرية والجمل الموسيقية وجاءت الأغاني مختلفة، آسرة، عميقة داعبت الوجدان، وقد تضافرت أسباب عدة في نجاح هذه الأغاني وانتشارها حتى خارج الحدود. وتلك الفترة وضحت عبقرية وردي وتميزه بوضح ألحان عجيبة ومؤثرة وفهمه العميق لما يكتبه الشاعر. وإسماعيل حسن كذلك مر بتجارب حياتيه ثرة ألهمته كتابة الشعر الصادق وليد الإحساس الجارف بما يعانيه الشاعر.*


 فإسماعيل حسن كان من رواد المدرس الرومانسية، و كانت لإسماعيل حسن أزاميل رائعة في صياغة الشعر وتفرده وتقترب أنفاسه من الشاعر محمد بشير عتيق وإن اختلفت المضامين فبينما يميل محمد بشير عتيق للوصف والغزل والمعاني الحسية إلا أن إسماعيل حسن يميل لوصف إحساسه ومشاعره ناحية محبوبه. 


*ومثلا ما قدمه محمد وردي و اسماعيل حسن من ابداع في الشعر و عذوبة الكلمات و اللحن و عظمة الاداء، يظهر في أغنيتهم الخالدة (سؤال) و الشهيرة ايضا بعنوان (أسأل قلبك)، حيث يقول اسماعيل حسن:*


كدة أسأل لي عيونك.. يا أجمل حبيب..

وأسال لي خدودك.. براها بتجيب..


في عيونك حياتي.. وفي حسنك بغيب..


قلبي الحباك .. أسألو ..

ما حب سواك.. أسالو..

ما عاش لولاك.. أسألو

طول عمروا فداك.. أسألوا


*وهكذا تنداح القصيدة وبنفس المنوال تحكي الأغنية القصة و تستمر في السؤال بكل عزوبة في الكلمات و اللحن:*


في حبك متيم والشوق ليك رسول

من قلبي بيطير ما بخشى العذول


وحولك يا حبيبي بيطوف ليك يزور


عن آمالي .أسألو

عن أحلامي . اسألو

عن آلامي . اسألو

تنبيك عن سؤالك اشواقي

اسألو


*و تستمر الأغنية وبنفس المنوال في السؤال بكل عزوبة في الكلمات و اللحن و الأداء ايضا:*


أنا عايش عشانك يا أملي الوحيد

لو ما كان غرامك ما كان صابني ريد


ما فجرت لحني وما غنيت نشيد

أنا عابد جمالك ولي فنك بجيد


عنك وعني.اسألو

طورك ولحني.اسألو

حسنك وفني .اسألو

تنبيك عن سؤالك أشواقي

أسألو


*أنها حقا مثال و احد فقط من عظمة هذين العملاقين و الخالدين في الوجدان السوداني، تظهر عظمة و خلود الكلمات و القصائد و الالحان و التي تبعها الأداء و التفرد في الابداع الفني.*


منقول بتصرف عن مقال طويل عن عبقرية و ردي و اسطورة اسماعيل حسن بقلم عصام الامين محمد في الراكوبة بتاريخ ١٢ نوفمبر ٢٠١٣م


د. معاوية الفكي يحيى الضو

في ٧ ديسمبر ٢٠٢٣م

 

*#الأغنية*


كدا اسأل قلبك عن حالي

أسألو

تنبيك عن سؤالك اشواقي

اسألو


كدا اسأل عيونك يا أجمل حبيب

واسأل لي خدودك براها بتجيب

في عيونك حياتي في حسنك بغيب

قلبي الحباك .اسألو

ما حب سواك . أسألو

ما عاش لولاك .اسألو

طول عمرو فداك . اسألو

تنبيك عن سؤالك .اشواقي

أسألو


في حبك متيم والشوق ليك رسول

من قلبي بيطير ما بخشى العذول

وحولك يا حبيبي بيطوف ليك يزور

عن آمالي .أسألو

عن أحلامي . اسألو

عن آلامي . اسألو

تنبيك عن سؤالك اشواقي

اسألو


أنا عايش عشانك يا أملي الوحيد

لو ما كان غرامك ما كان صابني ريد

ما فجرت لحني وما غنيت نشيد

أنا عابد جمالك ولي فنك بجيد

عنك وعني.اسألو

طورك ولحني.اسألو

حسنك وفني .اسألو

تنبيك عن سؤالك أشواقي

أسألو


أنا ضقت السعادة وفارقني الندم

قبلك كنت تايه حياتي عدم

سلواي كان دموعي وسميري الألم

لكين اليوم ياحبيبي دنياي ابتسم

هل ربيعي . اسألو

قدت شوعي . اسألو

راحو دموعي . اسألو

تنبيك عن سؤالك أشواقي

اسألوو

#وردي



                   الطير المهاجر 


# قصة اغنية كتبها الشاعر الدبلوماسي الراحل 

صلاح احمد ابراهيم للفنان عثمان حسين وغناها  الفنان محمد وردي فاصبحت اجمل ماغنى


قيل والعهدة علي الراوي: 


يحكي وردي انه فى سنة1969 كان لديه حفلا فى كوستي وكان وقتها السفر من الخرطوم الى كوستي وبالعكس كان بالبواخر النيلية وعند رجوعة الى الخرطوم بعد الحفل توقفت الباخرة بالدويم ونزل الركاب لشراء بعض الحاجات.. 

توقف وردى عند كشك مكتبة صغير وبدء يتصفح صحيفة الفجر الجديد وكان نص الاغنية منشورفيها فاعجب وردي بالنص وعندما وصل الخرطوم اخذ الاذن من الراحل صلاح احمد ابراهيم في ان يغنيها فرد صلاح ان نص الاغنية قد منحته للفنان عثمان حسين فطلب الاستاذ  وردي النص من الاستاذ عثمان حسين وبكل اريحية تنازل الرائع.. عثمان حسين للاغنية لوردي وبدء وردي بتفصيل الثوب الموسيقي الانيق للاغنية هكذا كان مولد اغنية من اجمل ما غنى الموسيقار محمد وردي انها اغنية الطير المهاجر.. 


الطير المهاجر 

كلمات : صلاح احمد ابراهيم

الحان واداء : الموسيقار محمد وردي

***********


غريب وحيد في غربته

حيران يكفكف دمعته

حزنان يغالب لوعته


ويتمنى … بس لعودته

طال بيه الحنين

فاض به الشجن

واقف يردد من زمن


بالله .. بالله

يا الطير المهاجر عود للوطن زمن الخريف

تطير بسراع تطير ما تضيع زمن

اوعك تقيف وتواصل الليل بالصباح

تحت المطر .. وسط الرياح

وكان تعب منك جناح …. فى السرعه زيد

فى بلادنا ترتاح

ضل الدليب

أريح سكن


فوت بلاد .. وتسيب بلاد

وان جيت بلادي

تلقى فيها النيل بيلمع فى الضلام

زى سيف مجوهر بالنجوم من غير نظام

تنزل هناك وتحى يا طير باحترام


وتقول سلام … وتعيد سلام

على نيل بلادنا…. سلام

وشباب بلادنا سلام

ونخيل بلادنا سلام


بالله ياطير

قبل ما تشرب .. تمر على بيت صغير

من بابه من شباكه بيلمع الف نور

تلقى الحبيبة بتشتغل منديل حرير

لحبيب بعيد

تقيف لديها وتبوس ايديها

وانقل اليها وفائى لها

وحبى الاكيد

غريب .. 

وحيد في غربتو 

حيران .. 

يكفكف دمعتو 

حزين.. 

يغالب لوعتو 

ويتمنى 

بس لي أوبتو 

طال بيه الحنين 

فاض بيه الشجن 

واقف يردد .. 

من زمن 

بالله ياالطير المهاجر

للوطن

 زمن الخريف 

تطير بإسراع 

ما تضيع زمن 

أوعك تقيف 

و تواصل 

الليلة للصباح 

تحت المطر 

مع الرياح 

و لو تعب منك جناح 

في السرعة زيد 

في بلادنا ترتاح 

ضل الدليب أريح سكن 

فوت بلاد وسيب بلاد 

وإن جيت بلاد 

وتلقى فيها بحيرة 

بيلمع في الظلام 

زي سيف مجوهر 

بالنجوم من غير نظام 

تنزل هناك وتحيي 

ياطير باحترام 

وتقول سلام 

وتعيد سلام 

على .. 

بحيرة بلادنا 

وشباب بلادنا 

ونخيل بلادنا 

بالله يا طير 

قبل ما ترجع 

تمر على بيت صغير 

من بابه ومن شباكه 

بلمع الف نور 

تلقى الحبيبة بتشتغل 

منديل حرير 

لحبيب بعيد 

تقف لديها 

وتبوس إيديها 

وانقل إليها 

وفاي ليها 

وحبي الأكيد

بالله يالطير المهاجر للوطن

الشاعر صلاح احمد ابراهيم 

                ~~~~~~~~


✍️ما تنسوا َكتابة التعليق اذا عجبك الموضوع


اجمل الأمنيات لكم 🌹


           =================


خلونا نتكلم عن عبقرية محمد وردي شوية          في رائعته "الطير المهاجر"

ركز معاي عشان تعرف الفرق بينه و بين باقي الفنانين

الطير المهاجر كلمات الشاعر صلاح احمد ابراهيم ..

طيب وردي بيبدا ليك بي اجمل انترو ممكن يقابلك على مر تاريخ الاغاني السودانية ٤ دقائق تتمناها ما تخلص ، بديك احساس الفراق من الوطن و بدخلك في موود خلينا نسميه "الابحار للوطن في الليل الهادئ" و من فرحة الابحار للوطن يجيك داخل الاستاذ محمدية رحمة الله عليه في صولو تقيف و تنهدش و تبكي مع الكمنجة البتبكي حسرة و شوق و شجن و حب في نفس الزمن.

   يدخل اول كوبليه و محمد وردي و بعض من الموسيقى الخفيفة في الخلفية و ابداع صوتي منو.. "غريب وحيد في غربتو " و انت بتسمع في الكوبليه دا لو في بيتكم حتحس انك غريب و في غربة لأنو محمد وردي لا ارادياً حيفرض عليك احساس الكلمات .

و ما زال ابداع محمد وردي متواصل

و انت ماشي لقدام في الاغنية حيجيك مقطع" حزنان يغالب لوعتو" حتلقى كلمة يغالب محمد وردي بطلعها بغلب على احساسها

و" يتمنى" و هنا تدخل عليك الموسيقى و ينتهي الاداء الصوتي الفردي و توريك "التمني" المترجين نعرفه دا

 الكوبليه الملفت و العبقرية بتاعت محمد وردي في اختيار اللحن مع الكلمات ظهرت في الكوبليه دا " و كان تعب منك جناح في السرعة زيد في بلادنا بترتاح ظل الدليب اريح سكن" و هنا بديك تلاته ثواني سكات تستمخ كدا شوية و تركب محطة الابداع الجاية لمن  يغير الايقاع لإيقاع الدليب (مكس عجيب ) و يشيلك معاه في الجو و انت تكون مستمتع للحد الاقصى. 

٢٠ دقيقة من المتعة و العظمة و السلطنة ٢٠ دقيقة من السفر الطويل و "الابحار للوطن في الليل الهادئ" 

الطير المهاجر اعظم اغنية تلحنت في تاريخ الاغنية السودانية بلا منازع

 

- عبدالله عمر اسماعيل


🌹🌹🌹🌹🌹🌻🌹🌹🌹🌹🌹


الفنان السوداني محمد وردي
الخرطوم محطتي الأولى في المجد
بسبب تجاهل الإعلام والمقام الخماسي لم أحصد شهرة في مصر
أكره الوسط واللون الرمادي

ذاعت شهرته الغنائية في السودان ومنه انطلق إلى افريقيا ثم إلى مختلف دول العالم، ورغم نشأته في النوبة إلا أنه لم يسلك الطريق إلى مصر كما يفعل معظم المطربين، ولم يتخذها قاعدة للشهرة والذيوع كما يفعل الكثيريون، إنه المطرب السوداني محمد وردي الذي يحتل قمة الطرب السوداني وله مكانته الأفريقية والعالمية في دنيا الغناء وصاحب الأغنيات ذات الايقاع النوبي والسوداني المميز عن رحلته الفنية وشهرته وأغنياته ذات الصيت العالمي والتي تكاد تكون مجهولة في العالم العربي,, كان حوار الجزيرة معه قبل رحلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية للعلاج,, حيث نتمنى له الشفاء العاجل.
* سألناه في البداية عن قلة نصيبه من الشهرة والذيوع في مصر والعالم العربي فقال: هناك سببان رئيسيان أولاً: تجاهل الإعلام المصري لي ولكل من لم يتخذ القاهرة محطة في رحلته الفنية وكذلك محاصرة الفن السوداني في ركن السودان بالإذاعة المصرية.
أما عن السبب الثاني فيقول وردي انني أغني على المقام الخماسي فيما يغني معظم المطربون العرب على المقام السباعي.
*وهل يعود ذلك إلى نشأتك في النوبة، وكيف ترى تأثيرها على تجربتك الفنية؟
- تأثيرات النشأة والتكوين تترك اثراً بالطبع في حياة الإنسان وكانت السبب في اختياري للمقام الخماسي,, فالنوبة ذات الطبيعة الهادئة، ومناخ الحرية في العلاقات العائلية والاجتماعية، وعائلة معظمها من الشعراء والعازفين على الطمبور فكان يوجد خليل فرح وهو مطرب شهير قد بزغ نجمه في النوبة,, لا أخفى تأثري به وقد شجعني على تنمية الموهبة التي حباني بها الله ثم كان يتمي وحرماني من الأب والأم متوجاً لمشاعر حزن دفين لازمني منذ الطفولة وأثر على تجربتي الغنائية وربما غلفها بالشجن، وفي الحقيقة أنني في بدايتي واجهت صعوبات كثيرة فبعد أن حصلت على دبلوم المعلمين كنت أعمل مدرساً للأطفال، ولا يقبل الأهالي أن يدرس ويتعلم ابناؤهم على يد مغنواتي لأنه في تقديرهم قدوة غير مناسبة، وكنت مهدداً بالفصل ولا مفتش اللغة العربية الذي دافع عني وقتذاك وأقنع الأهالي وأولياء أمور التلاميذ بانني قدير في تدريس اللغة العربية والتاريخ ولولا ذلك ما أحببت الغناء فأقبل التلاميذ علي في فرح.
* ولكن يقال إنك تأثرت بالمدرسة المصرية في الغناء؟
- هذا صحيح فقد حضرت للقاهرة من قريتي مرتين قبل أن أذهب للخرطوم، الأولى كنت طفلاً والثانية كنت شاباً وقد أحببت فيها أغنية شاعت كثيراً وهي البوسطجية اشتكوا من كثر مراسيلي ، كما أحببت وقتذاك صوت أم كلثوم وعبدالوهاب فأنا أنتمي لنفس الجيل وربما أكون قد تأثرت بهما كما يقول بذلك سودانيون,, حيث أقوم بعمل مقدمات موسيقية طويلة لأغنياتي، وبرغم ذلك أعتبر أننا في النوبة في منطقة التماس بين مصر والسودان وكأننا كيان متمايز عن كلا البلدين وإن كان يحمل سماتهما معاً,, فمثلاً في النوبة يسألونك طالعا ولا نازل، فإن كنت طالع يعني ذلك أنك مسافر إلى مصر أما النزول فيعني أنك مسافر للخرطوم، ويتوج كل ذلك أن جدي الكبير كان في مصر لذا فانه من المفارقات انني لم اقم بزيارة الخرطوم إلا عام 1953م في العشرينيات من عمري بينما كنت أزور مصر منذ الطفولة.
المقام الخماسي والسباعي
* إذاً لماذا لم تقدم فنك في مصر ولم تنطلق منها؟
- لم أنطلق من مصر مثل بقية المطربين خاصة اللبنانين والسوريين وغيرهم لأن هؤلاء جميعاً يقومون اغنياتهم على المقام السباعي المنتشر من المحيط إلى الخليج بينما في السودان وغرب افريقيا يغنون على المقام الخماسي وهو مقام لم يكن يتذوقه الجمهور العربي ولكن الملاحظ حالياً أن الأغاني الشبابية ذات الرتم السريع أصبحت تعتمد على المقام الخماسي كأغاني محمد منير على سبيل المثال.
* في أوائل الثمانينيات قلت للمطرب إبراهيم عوض أنك بدأت مقلداً لكبار الفنانين رغم أن معظم العمالقة لا يعترفون بهذه المرحلة, فمن قلدت ولماذا اعترفت؟
- الاعتراف بالحق فضيلة,, وأي فنان مهما كانت مكانته التي وصل اليها نجده بدأ مستمعاً للجيل الذي سبقه فلم نجد مطربين يبدأون رحلتهم من فراغ وأنا قلدت ابراهيم عوض لأني اعتقد أنه حقق النقلة النوعية في الغناء السوداني وكان بمثابة مدرسة تتلمذنا فيها ولكن للأسف لم يستطع أن يكمل مشواره الفني رغم قدراته الصوتية الهائلة وتقديمه للون غنائي جديد لأنه لم يكن ملحناً وهي مسألة مطلوبة لأي مطرب سوداني بشكل خاص حيث لا يوجد ملحنون متخصصون.
* ألم تحاول أن تقلد عبدالوهاب أو أم كلثوم أم أن وجدانك لم يتذوق المقام السباعي الذي غنوا به؟
- أنا أعتبر نفسي من هذا الجيل ولكن ليست هذه المشكلة كما أنني قدمت أغنية لاطفال الحجارة من كلمات الشاعر محمد الفيتوري على المقام السباعي، ولكن هناك اعتبارات أخرى منها أنني حققت نفسي واكتسبت شهرتي على المقام الخماسي كما أن المقام السباعي ولا يخاطب وجداني.
أم كلثوم والغناء السياسي
* أشادت بك أم كثلوم في رحلتها للسودان كيف كان استقبالك لثناء سيدة الغناء العربي؟
- يفرح طاغ,, فقد كان الثناء من سيدة الغناء العربي وهو فرح لم أشعر به وحدي ولكن الشعب السوداني كله الذي كان في استقبالها عام 1968 وأذكر أنني في هذه المناسبة كنت مكلفاً من نقابة المهن الفنية بمرافقتها وقد تركت أم كلثوم انطباعاً إنسانياً جيداً في السودان فعلى الرغم أنها كانت تحتل قمة الغناء في الوطن العربي إلا أن سلوكها كان متواضعاً إلى حد الدهشة.
* الغناء السياسي مرحلة لامعة في حياتك الفنية فهل لايزال محتفظاً بمكانته؟
- نحن السودانين في حالة قلق سياسي مستمر منذ عام 1956 وحتى الآن، وأعتقد أن الغناء الوطني السياسي أصبح جزءا أساسا وأصيلا لدى الفنان السوداني بشكل عام، ومن خلاله نطرح أمنياتنا في مستقبل مستقر لوطن موحد، كما أن التعامل مع شعراء أمثال صلاح ابراهيم ومحمد الفيتوري ومحجوب شريف وهؤلاء ينتمون لليسار من المبدعين السودانيين وحققوا شهرة واسعة، ارتبط معهم في الانتماء لهموم الناس بصدق، وبشكل عام لست متحزباً ولكن أشعر بكراهية تجاه حالات الوسط واللون الرمادي وليست لدى مصلحة إلا الحفاظ على فني وصوتي وكرامتي، وأعتقد أن الفن بلا أجنحة الحرية يصبح بلا معنى... 
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌻🌹🌹🌹🌹🌹

        

       


         ((وردي / فنان كل الاجيال ))

 عندما كان (وردي ) يجلس للامتحان لمدرسة حلفا الوسطي اواخر عام (1945 م ) كانت السينما تعرض فيلم (هذأ ما جناه ابي ) والذي كانت تغني فيه صباح اغنية ( بعدين معاك ) التي تقول فيها ( دي سكتي ودي سكتك خايفة لا روح بسكتك ) وفي النهاية عاد وردي الي صواردة ورفض العودة ثانية للمدرسة الوسطي مع انه كان قد انتهي من السنة الثانية وكان عمه محمد حسن وردي قد ذهب الي مصر مريضأ فتسلم وردي مزرعته واصبح مزأرعا رسميا كما بدا يغني في الحفلات ويعزف الطمبور وذلك في العام 1948 والغنأء في تلك الفترة كان جماعيا في الغألب رغم ان هناك فنانين افراد قد ظهروا قبله مثل علي عشأق من شمال صواردة ودهب خليل في جزيرة صاي وعلي سليم في جزيرة اوشبة وفي نفس العام نبعت فكرة بناء مدرسة صغري في صواردة بالعون الذأتي وان يتولي وردي مسئولية المعلم فيها وفرض الاهالي علي كل طالب دفع (قرشين ) في الشهر ومن مجموع (48 ) طالب تم تسجيلهم وفي العام التالي تم اعتماده رسميا واعطي راتبا ثابتا مقداره (9 )جنيهات وبدا وردي يذهب للكورسات ليرتفع بعدها راتبه الي (11) جنيه ..واصل وردي مهنته في التدريس ونقل الي مدرسة (سعدنفنتي ) في منطقة المحس وخلال هذأ التجوال تعلم وردي العزف علي آلة العود في قرية (اشكيت ) بحلفا القديمة فقررت ادارة المدرسة ان تشتري له عودا ب(3) جنيهات في العام 1954 كما كان قد لقتني راديو عام 1952 دفع فيه (5) جنيهات قسط اول وهو العام الذي تزوج فيه لاول مرة ..

 في العام 1956 ذهب وردي الي مدرسة التدريب في شندي ومكث فيها حتي العام 1957 وفي هذه الفترة اصبح وردي فنان شندي ويغني في الحفلات وهنالك التقي بالفنان ابراهيم عوض الذي كان وردي معجبا به للغأية وطلب منه وردي ان يساعده في دخول الاداعة (فكان الرد محبطا ) اد قال له ان مسالة الدخول للاداعة صعبة جدا . بعد فترة جأء الفنان احمد المصطفي ذهب وردي اليه وغني امامه فكان تعليق احمد المصطفي (انت ليه تقلد ابراهيم عوض ..انت صوتك اجمل منه واجمل من صوت اي فنان ) وقال له (انت تعال الخرطوم وانا بدخلك الاذأعة ) ووفي بوعدة ودخل وردي الاذأعة وانطلق في سماء الفن السوداني حتي صار فنان السودان وافريقيا الاول .. وصار فنان كل الاحيال .رحمه الله .


بقلم / محمد توفيق احمد شريف 


    ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

 


🎻 اغنية اعجب بها فريد الاطرش واعاد توزيعها الموسيقار العالمي اندريا رايدر

************

هي واحدة من الاغانيات الكبيرة والخالدة للدكتور محمد عثمان وردي وهي من أغنيات الستينات كتبها الدوش ولحنها وردي وغناها في منتصف الستينات و في عام 1970 وردي سافر  القاهرة وزار الموسيقار فريد الأطرش في بيته وصادف وجود الموسيقار العالمي أندريا رايدر مع فريد الاطرش في بيته وطلب فريد الاطرش من وردي ان يغني لهم اغنية فقام وردي باخذ عود فريد الاطرش وغنى اغنية اعجب أندريا اشد الاعجاب بكلماتها ولحنها وكذلك فريد الأطرش وأصر أندريا بعد سماعها بالعود  انه يعيد توزيعها كمافعل مع عبد الحليم حافظ والست ام كلثوم وعبد الوهاب وغيرهم وأندريارايدر هو مصري يوناني مسلم وهو رائد الموسيقى التصويرية في الأفلام (الابيض والاسود) والمسلسلات المصرية بالفعل اخذ اندريا الاغنية و أعاد توزيعها ووضح جدا من خلال توزيعة للاغنية معرفته بالايقاعات السودانية وده ظهر في بداية المقدمة الموسيقية للاغنية مع اله البيكلو في وتداخلها زي دليب كدة وطمبور وبعدها بيخش الاورغ والكمان وبيشكلوا لوحه موسيقية بديعة ، الكمان على اللحن والتوزيع بتاع اندريا دة اشتغلو الراحل محمد عبدالله محمدية هذه الاغنية التي سحرت ادريا هي اغنية (الود).


 الود

كلمات : عمر الطيب الدوش

الحان واداء : الدكتور محمد وردي

توزيع موسيقي : اندريا رايدر


أعيشها معاك

لوتعرف دموع البهجة و الأفراح 

أعيدها معاك

واتأسف علي الماضي اللي ولي وراح

علي الفرقة الزمانها طويل

علي الصبر اللي عشناه

مع طول الألم والليل

زماااان كنا بنشيل الود ندي الود

وفي عينينا كان

اكبر حناناً زاد

وفات الحد

زمان ما عشنا في غربة

و لا قاسينا نتوحد

وهسع رحنا نتأسف علي الماضي اللي ما برجع

صحيح إنه الزمن غلاب

ومشينا في عذاب وعذاب

قلوبنا تتأوه ونحن نتأوه

و نفتح للأمل أبواب 

أحبك لا الزمن حولني عن حبك

ولا الحسرة

وخوفي عليك يمنعني

وطول الإلفة والعشرة

وشوقي ال ليك طول لسع معاي

ولي بكرة لسه معاي

______......... _______....... ____

محمد وردي  


          أغنية (ذات الشامة)

 كتبت في 1958 وقد طلب #وردي من إسماعيل حسن أن يكتب هذه القصيدة في إحدى حسناوات حفلاته وردي لم يُغنِ أغنية لم تكن له معها قصة مُعظم أغنيات وردي التي كَتبها الحلنقي والتي تصل إلى (17) أغنية كان وردي شريكاً في قصتها أو في مطلعها وقد كان وردي حسب كلام إسحاق الحلنقي، يُمكن أن يأتي له مُنتصف الليل وهو يحمل مطلع أغنية ليكملها إسحاق.

والشاعر إسماعيل حسن كان بمثابة عراب وردى الذى إحتضنه وكتب له حوالى عشر أغنيات فى العقد الأ من ظهور وردى عام 1957 وعندما اعتلى خشبة مسرح سينما الخرطوم جنوب غنى (ذات الشامه) التى الهبت مشاعر  وأحاسيس الجمهور   أغنية ( ذات الشامه ) بكلماتها الجريئة المفعمة بلغة شاعرية جديدة كانت فى الحقيقة تنادى ، تستحلف ، تستجدى ، توصف ، تتغزل ، تتباهى ، تتحسس تقول كلاما ما كان ممكنا قوله إلا فى أغنية ذات الشامه .

قلت لصديقى الذى جاء معى للحفل ( وردى يتغزل فى محبوباتنا عديل: أنظر كيف يناديهن : وحياتك/ وحياتى عندك / وحياة حبك )  بعد أن فرغ وردى من وصلته التى ختمها بأغنية (الليله يا سمرا)   من بعدها  أغنية (يا طير يا طاير)  قلت لصديقى مؤكدا : الحمد لله أن محبوبتى ما عندها شامه لكنه غازلها قائلا ( وحياة أجمل بسمه عرف معناها) ، (وحياة حبى إليك من أول نظره ) ، ( وحياة أجمل صدفه عرفتك فيها ) نظر إلى صديقى بشئ من الإستغراب والدهشه وعلق قائلا ( يا اخى دا غنا وكل زول يتجاوب على هواهو زى ما قال المثل ودا هو سحر الغنا لكن الظاهر وردى حرك فيك مشاعرك وأظنك ياخى مشتاق ) ضحكنا ولم أعلق ولكنى بحكم شغفى بالغناء تذكرت أن هناك غناء تسمعه يعجبك ولكنه لا يحرك فيك شئا ... غناء جميل لكنه مسطح أما وردى فهو يمتلكك عندما يغنى ... يحتويك غناؤه يفتح مسامات الطرب الجمالى الذى يستحث ذائقتك على التأمل الملتاث والتساؤل الشفيف ... فلو أننا مثلا قمنا بتحليل كلمات أغنية ذات الشامه سنكتشف ان وردى حول التكرار وتشابه العبارات إلى ادوات للتعبير بصوته الفريد الذى يمتلك كاريزما طاغيه حتى لو ترنم بلا كلمات وهذه نعمة يهبها الله لمن يشاء ميزت وردى وتحدث بها... رحمه الله عليه .

ذات الشامة

اسماعيل حسن 

وحياة الأحلام القلبي سقاها

وحياة أجمل بسمة عرف معناها

وحياة سمر اللون وحاة محياها

وحياتك وحياتي عندك

وحياة حبي النهار صدك

وحياة أول نظرة لمحتك بيها

وحياة أجمل صدفة عرفتك فيها

وحياة الآمال العشت حياتي عليها

وحياتك وحياتي عندك

وحياة حبي النهار صدك

وحياة الأيام الجايرة وظالمة 

وحياة حبي الكاتمه براك العالمة

أملي وكل منايا هناك يا حالمة

وحياتك وحياتي عندك

وحياة حبي النهار صدك

وحياة لونك انتي وحاة السمرة

وحاة حبي اليك من أول نظرة

وحياة طهر غرامي انتي القمرة

----////------/////-----/////-----////----



               من غير ميعاد 
حكى الفنان الكبير محمد وردي ذات مرة قائلاً:
وأنا داخل على مبنى اتحاد الفنانين وبعد التحية والسلام على بعض الزملاء الفنانين الموجودين قال لي أحدهم أن ضيفاً في انتظارك فقلت من..؟؟؟
فاشار لي على أحد الجلوس وكان شاباً وسيماً صغيراً لم يتعدى عمره الخامسة عشر، فذهبت اليه وسلمت عليه. كان في قمه الأناقة. فقلت نعم تفضل قالوا انك تنتظرني منذ زمن طويل.
فقال نعم انا *التجاني سعيد محمود* .
يقول وردي فاصابتني الدهشة وكنت قبل فترة قصيرة غنيت له أغنية من غير ميعاد ولم التقيه ولم أعرفه من قبل...
يقول فاحتضنته بشدة وأعدت عليه السلام أانت التجاني سعيد محمود؟
قال نعم..
 فقلت له مازحاً لو كنت اعرف انك لسة شافع كدا لما غنيت لك....
يقول التجاني سعيد وبعدها أخذني وردي وبقى يطوف بي بين الفنانين الموجودين داخل اتحاد الفنانين ويقول لهم: هذا شاعر اغنيتي الجديدة من غير ميعاد وهم ما بين مصدق وغير ذلك.
كيف لهذا اليافع الشافع ان يكتب مثل هذا الكلام الرومانسي وهو لازال صبيا لم يبلغ مرحلة العشق حتى ولم يجرب الغربة خارج البلاد كيف له ان يكتب هذا الكلام المموسق الذي يحوي كل هذا الجمال.. 
 *من غير معاد... واللقيا أجمل في حقيقة بلا انتظار* 
 صحيتي في نفسي الوجود ورجعتي لعيوني النهار* 

يا الله إبداع منقطع النظير ما هذا العشق الذي اصاب هذا الفتى، ويواصل قائلاً..
 *كل الطيوب الحلوة يا مولاتي* 
 *والجيد الرقيق* 
 *واللفتة* 
 *والخصل اللي نامت فوق تسابيح البريق* 
 *وخطاك والهدب المكحل وفتنة التوب الانيق.* 
يا الله ما هذا الإبداع من أين أتى هذا الشاب بكل ذلك ومن أين عرف كل هذه الاوصاف...
 ويتجلي إبداعه عندما يصف حاله عندما يلتقي بمحبوبته كعادة العشاق فيصاب بالصمت ولم يستطع قول شي.. فيقول:
ضاع الكلام...
ماتت حروف اللقيا قبال اهمسا
والله ما غابت محاسنك لحظة لا الجرح اتنسى،
والليلة يا حبي الكبير في حرقة لافيني الأسى،....

يا إلهي قمة الابداع لم يستطيع قول شي في حضرتها لكن تحدثت الجوارح هامسة ومغازلة تلك الحبيبة. ويعود مره اخرى مغازلاً حبيبته ومتوعداً نفسة بالغياب او عدم رؤية حبيبته قريبا فيقول مستبقاً تلك الاحداث. وباكياً على الذي يلاقية من آلام في غياب حبيبته ويتمنى حتى صدفة تجمعه بها فيقول:

 *لو مرة بعدك يا زمان الغربة تجمعنا الصدف* 
 *انا كيف أعود من غيبة اول نظرة للدار منكسف* 
 *وااا ضيعة الوتر اللي ما غني

نبذة عن الشاعر التجاني
الشاعر التجانى سعيد من ارقو الولاية الشمالية 
  يسكن الثوره الحاره الثالثة
 اسمه بالكامل التجانى سعيد محمود حسنين 
 وعمه السياسى المخضرم المرحوم على محمود حسنين

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاهد عيان جنجويد

قصص جميلة.

هرووووب الأسد