سيرة ذاتية عن شيخ الإسلام في أميركا شيخ ساتي ماجد


 *رحله تفصيلية عن سيرة  والدنا  الشيخ ساتي ماجد سوارالدهب*

                               (1) 

*اولا المولد والنشأة*

هو ساتي ماجد (ساتي محمد) (محمد صالح) (ساتي حسين) سوار الذهب، وُلِد في قرية القدار التي تقع على الضفة الشرقية للنيل بدنقلا العجوز بالسودان، عام 1883م من أسرة آل سوار الذهب المعروفة بمكانتها الدينية في المنطقة حيت توارث أحفادها القضاء وفقه علوم الدين. بدأ ساتي ماجد مسيرته الدينية في خلوة الشيخ عوض بمسقط رأسه القدار، ثم أكمل حفظ القرآن ودراسة الفقه بمسيد الشيخ أحمد وديدي بقرية رومي البكري-غرب النيل- التي تبعد عن قرية القدار عدة كيلومترات.


*ثانيا سفره لطلب العلم ثم الدعوة عدل*

سافر إلى مصر عام 1895م لإكمال تعليمه الديني حيث درس في الأزهر الشريف علوم وفقه الدين، وبعدها آثر التوجه صوب  المملكة المتحدة كرد فعل على الحملة الرسمية في بريطانيا ضد الإسلام والتي تمثلت خاصة في مقولة غلاستون (رئيس وزراء بريطانيا) المشهورة إننا لا نستطيع قهر المسلمين ما بقي فيهم الكعبة والمصحف. ومقولة اللورد كرومر قنصل بريطانيا في مصر (1883-1906) بأن الإسلام لا يمكن  بأي حال إصلاحه ليواكب العصر الحديث. تعرف عند وصوله إلى المملكة المتحدة على اثنين من المهاجرين، أحدهما سوداني من شمال السودان والآخر يمني  حيث قاموا بنشر الدعوة الإسلامية وتصحيح النظرة السلبية تجاه الديانة الإسلامية السمحة وأسسوا جمعية أسموها جمعية التبشير الإسلامي. كان ساتي ماجد خطيبا بليغا، وتجول في الجزر البريطانية مع رفيقيه ملقيا محاضراته الدينية والدعوية عن الإسلام، وقد شد انتباه جمهور كبير من البريطانيين وتأثروا بحديثه كثيرا ولكن لم يعرف عدد من اعتنق الإسلام على يديه في بريطانيا  في ذلك الوقت لعدم توفر المعلومات الكافية بهذا الصدد.


ثالثا الأمريكية عدل

كانت هجرة ساتي ماجد إلى أمريكا للرد على بعض  الشبهات التي طالت الإسلام والرد  على قس إيطالي اعتاد أن ينشر مقالات  في صحيفة  نيويورك تايمز  يسئ إلى الإسلام ويرمز إليه بشكل تمساح فاتح فاه  قائلا هذا هو الدين الإسلامي الذي يأمر بأكل لحوم البشر  واستعباد  النساء،  ملمحا في كتاباته أن جميع الأنبياء أصلا من بني إسرائيل وليس للعرب أن يكون بينهم نبي أو رسول. وكانت  نسخ  منها تصل إلى السفارة العثمانية  آنذاك وبما أنه كان داعية إسلاميا  فقد آثر الرد على كل تلك الشبهات.


بدأت المراسلات بينه وبين القس الإيطالي تأخذ طابعا إعلاميا، كل يدافع عن ملته. فما كان من ساتي ماجد إلا أن شد الرحال إلى بلاد العم سام - كما يحلوا له  أن يسميها- لمواجهة القس الإيطالي ودحض افتراءاته التي يسيء فيها للإسلام والمسلمين.


غادر ساتي ماجد بريطانيا مستقلا السفينة نيوأورليانزالتي حملته إلى أمريكا في العام 1904م، مدركا حجم الصعوبات التي ستواجهه.


بمجرد أن وطئت قدم ساتي ماجد أرض أمريكا حتى أعلنت الصحافة الأمريكية استعداد الأطراف الدينية لمناظرة كبرى يدورمحورها بين الأديان الثلاثة (الإسلام والمسيحية واليهودية)، وفي شكلها العام هي حث الناس على الرجوع للرب والتحلي بالأخلاق الحسنة  والبعد عن الفساد، ولكن حقيقتها الجوهرية للإمام هي الرد على الشبهات التي طالت الإسلام وتعريف الناس به.


ديترويت كانت أول مدينة أمريكية  يبدأ منها رسالته الدينية فعند وصوله إلى أمريكا قدم ساتي ماجد مقالا إلى الجريدة التي كانت تنشر للقس ولكنها رفضت النشر ضده فما كان من ساتي ماجد إلا أن رفع قضية للمحكمة في نيويورك طلب إلزام الجريدة بنشر مقالاته في العمود الذي كانت تنشر فيه مطاعن القس أو الحكم له بمبلغ مائتي ألف دولار رد شرف نظيرالتشهير بالإسلام والحط  من كرامة الشرقيين فحكمت المحكمة بنشر مقالاته  في العمود الذي اعتادت أن تنشر به مطاعن القس الإيطالي، غيرأن الصحيفة لم تمكنه  من نشر حججه بالطريقة التي خطط لها فلجأ لاحقا بعد استقطابه لعدد من المسلمين الجدد إلى وسيلة أخرى بتكوين عدد من الجمعيات الخيرية الإسلامية من وقت لآخر وقد تم عقد اجتماع لهذه الجمعيات في العام 1922م في ديترويت ولاية متيشجان أضافوا فيه موادا لدستور جمعياتهم عين بمقتضاها ساتي ماجد الموجه الأعلى لجمعياتهم ووكيلها في الداخل والخارج والتي سيأتي ذكرها لاحقا.


في اليوم الموعود للمناظرة استهل القس الإيطالي الحديث فبدأ بمهاجمة الإسلام وأنه  ليس له مكان في بلاد العلم والمعرفة وقال أن ما يسمى بالإسلام الذي أتى به رسولكم  العربي محمد إنما هو من صنعه ولم يتقبله حتى قومه الذين حاربوا رسالته ولم يؤمن بها إلا صغار القوم وعبيدهم وفقراؤهم، وأضاف القس أن إرادة الرب هي من اصطفت كل الأنبياء والمرسلين من بني إسرائيل ولا يجوز أن يكون من العرب نبي أو رسول،  كان القس  يتلوا خطبته هذه وسط دوي من التصفيق من أتباعه ومناصريه. هذه المقدمة الغير صحيحة عن الإسلام خلط فيها القس الحقائق وأراد أن يحط من كرامة الشرقيين والمسلمين ولم يفرق فيها  بين الإسلام والجاهلية وهو يعرف ذلك حق المعرفة. عندما جاء دور ساتي ماجد لإلقاء كلمته استهل حديثه مخاطبا القس أن نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم  هو نبي آخر الزمان وخاتم المرسلين  وأن  الدليل  على ذلك مذكور في الإنجيل الصحيح، قائلا له:  اعلم أن سيدنا عيسى عليه السلام الذي تعبده قد ولد في بلاد الشرق التي تحط من كرامتها  وليس في أوروبا، وأن محمد صلى الله عليه وسلم واليهود هم في الأساس أبناء عمومة ويرجع نسب الرسول الكريم معهم إلى نبي الله يعقوب عليه السلام، وبما إنه آخر الأنبياء والرسل فرسالته هي لكافة الإنس والجن، وأنه جاء نذيرا وبشيرا للعالمين. كانت خطبة ساتي ماجد في هذا الجمع شاملة كاملة ووضح لهم حقيقة جوهر الإسلام وتعاليمه السمحة وأن الدين عند الله الإسلام... 


*راباعا مناظرته مع القس الإيطالي عدل*

انتهت المناظرة لصالح ساتي ماجد الذي لفت الأنظار إليه بحسن خطابه ورده المنطقي على القس. تجمهر كثير من  الحضور حول الشيخ كل يريد أن يحظى بالسلام عليه أو إلقاء سؤال عليه، وفي تلك الأثناء تسلل أحد الحضور وسط الزحام واقترب من ساتي ماجد وباغته  بطعنة سكين نفذ  نصلها داخل أحشائه  فسقط مضرجا في دمائه، فساد الهرج وعمت الفوضى والاضطراب المكان وتم استدعاء الإسعاف لإنقاذ حياة ساتي ماجد، وبينما هو يصارع الموت قال قولته المشهورة التي كان لها وقع السحر على جمهور الحضور(إذا وجدتم القاتل فإني عاف عنه).  بهذه الكلمات السمحة أدرك كثير من  الناس  أن الإسلام حقا هو دين تسامح وإخاء وعفو وأن هذا الرجل صادق في دعوته ولم يقل إلا قولا كريما. أدت تلك الحادثة إلى دخول كثير من الناس في دين الإسلام فكما قال ساتي ماجد بنفسه أن هذه الحادثة لعبت دورا كبيرا في دخول كثير من الناس للإسلام. نقل ساتي ماجد إلى المستشفى لإنقاذ حياته وهو فاقد الوعي تماما، حيث  مكث بالمستشفى حتى تعافى وقد زاره جمع غفير من الناس للاطمئنان عليه.


*خامسا مسيرته الدعوية في المجتمع الأمريكي*

عدل بعد خروجه من المستشفى وتماثله للشفاء، أحس بمسؤولية كبيرة تجاه نشر دعوته فبدأ مسيرته الدعوية في إلقاء محاضرات دينية تعريفية للناس بماهية الإسلام. بدأ كثير من الناس الذين يتابعون محاضراته يتقبلونها  ويستحسنون إجاباته على أسئلتهم، وقد لاقت دعوته إقبالا كبيرا خاصة من قبل جمهورالسود الفقراء والأقليات العرقية الأخرى. أسلمت كثير من النساء من مختلف الأعراق والطبقات الاجتماعية سودا  وبيضا، غير أن دخول امرأة بيضاء من طبقة اجتماعية راقية في المجتمع الأمريكي تسمى السيدة ميري وليم الإسلام وقد سماها ساتي ماجد ب (صديقة النساء) في لقاء أجري معه بصحيفة البلاغ المصرية في العام 1935م بتاريخ 14 أغسطس كان له صدى واسعا في الصحافة  و الشارع الأمريكي كما كان له وقع السحر في نفس ساتي ماجد وأتباعه. كانت السيدة ميري وليم مواطنة أمريكية صالحة ترى أن تعاليم الدين الإسلامي وما يدعوا له من أخلاق وقيم   نبيلة هي التي تؤمن بها وتبحث عنها وقد وجدتها  في الإسلام، حيث أفادت بأنها حرة في ما تعتقد وتؤمن به كما أن الآخرون أحرارفيما يعتنقون.


أصبحت الدعوة لدين الله تتوسع في أمريكا وخرج بها ساتي ماجد من نطاق ديترويت متجولا إلى مدن أخرى منها نيويورك وكل مدن الشرق الأمريكي تقريبا، فطاف كثيرا من المدن والقرى وقد سبقته شهرته إليها بما اتصف به من صلاح وتقوى وتسامح والكل في مخيلته عفوه عمن حاول قتله مما أزال كثيرا من العقبات التي كانت تقف في طريق دعوته للإسلام  وأيضا  احترام أعدائه له  رغم تربصهم  بمسيرته الدعوية  الناجحة ومحاولتهم  وقف انتشارها.. 

               منقول : http://bit.ly/2FlaFUG

            🌹🌹🌹🌹🌻🌹🌹🌹🌹

                            يتبع 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاهد عيان جنجويد

قصص جميلة.

هرووووب الأسد