مواصلة السيرة الذاتية لشيخ الإسلام


                          (2)

مواصلة في رحلة والدنا الشيخ ساتي

*سابعا. أعماله ومشاريعه الخيرية*

إنشاء أول مسجد في ديترويت للمسلمين: بدأ ساتي ماجد  يفكر في إنشاء مسجد يضم جماعة المسلمين الذين يتزايدون كل يوم، فبادر بإنشاء الجمعية الخيرية الإسلامية في ديترويت فكان أول عمل قامت به هو نجاحها في بناء  أول مسجد  يضم جماعة المسلمين بالقرب من مصنع هنري فورد لصناعة السيارات وأقيمت فيه أول صلاة جمعة حضرها كثيرمن المسلمين بمختلف أعراقهم وطبقاتهم الاجتماعية بيضا وسودا  نساء ورجال. ركز ساتي ماجد في خطبته يوم الجمعة على  أن جميع الناس سواسية كأسنان المشط مذكرا  بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم بأن (لا فضل لعربي على عجمى ولا أعجمي على عربي ولا أحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى)، وأن الإسلام لا يلتفت إلى الفوارق في اللون والجنس والنسب فالناس  كلهم لآدم وآدم خلق من تراب، فكان لهذه الخطبة وقعها في نفوس المسلمين  الجدد الذين أفادوا ساتي ماجد أن حياتهم قد تغيرت وأنهم ولدوا من جديد  بعد اعتناقهم للإسلام، وأنهم أصبحوا يشكلون مجتمعا إسلاميا قائما على  التعاضد والتكافل والمساواة.

إنشاء أول مقبرة لدفن موتى المسلمين: وحدث أن توفي أحد المسلمين في ولاية متشجان فرأى ساتي ماجد ضرورة شراء قطعة من الأرض وتخصيصها  لدفن موتى المسلمين وقد تم تنفيد هذه الفكرة بتجميع مبلغ وقدره 4294 دولارا ثمنا للقطعة في مساحة فدان ونصف الفدان لدفن موتى المسلمين فيها. 

إنشاؤه لجمعيات خيرية ساهمت في بناء المجتمع الأمريكي المسلم: لعبت الجمعيات التي تم إنشاؤها  في تقوية أواصر علاقات المسلمين الأمريكان في شتى مناحي الحياة ومساعدة الفقراء والمساكين في تيسير  سبل  حياتهم المعيشية وتخصيص صندوق مالي  مخصص للزكاة يصرف منه للمحتاجين والمعوزين من أبناء المسلمين. كما بادر بإنشاء هيئة إسلامية في عام 1908م مهمتها المساهمة في نشر الدعوة  الإسلامية.   تم تكوين اتحاد إسلامي عام تتفرع منه مؤسسات وجمعيات خيرية تساهم في نهضة الجماعة الإسلامية الجديدة في مختلف أوجه الحياة. استجابت الحكومة الأمريكية لجميع مطالبه فاستخرجت له التصاريح الخاصة بذلك ومنحته الأرض ليقيم عليها  تلك المشاريع فقد وجدت أن هذه الأعمال ستساعد كثيرا  في خدمة  المجتمع  المدني بصفة عامة  بل وشجعت عليها مما سهل من مهمته. بدأ ساتي ماجد بحث المسلمين الجدد بجمع التبرعات المالية من مختلف قطاعات المجتمع وأفراده والذين بدورهم  استجابوا بحماس كبير  للفكرة ونجحوا في  جمع مبالغ مالية كببرة استطاعوا بها حل كثير من  التحديات التي واجهتهم كبناء وترميم  المساجد والمدارس وتأهيل أبناء الفقراء منهم لإكمال تعليمهم العالي، وتسهيل تنقلات الدعاة  بين الولايات  لنشر الدعوة الإسلامية  وطباعة الكتب الدينية والمجلات  الثقافية للتعريف بالإسلام وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم  و السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومساعدة المرضى في تلقي العلاج وتوفير الدواء اللازم للمحتاجين وغيرها من المناشط الخيرية التي تخدم مصالح المسلمين عامة. وما هي إلا سنوات قليلة حتى ظهرت بصمات ساتي ماجد  واضحة ليس في المجتمع المسلم فحسب بل في قطاع كبير من  المجتمع الأمريكي بصفة عامة. وهذا بدوره أزال كثير من الفوارق العنصرية التي كانت تمارس في المجتمع وأصبح الإنسان المسلم في أمريكا يشعر بكينونته وأن وراءه مجتمع  متعاضد  يقف بجانبه عند الشدائد.

أعماله الإنسانية خارج الولايات المتحدة الأمريكية: شعر ساتي ماجد أن أعماله لا بد أن تطال الدول العربية والإسلامية بل والعالم  بأسره خاصة أن الأحداث العالمية  كانت تدور رحاها آنذاك، مما جعله يكثف مراسلاته مع كثير من سفرائها ومع الجاليات والأقليات المسلمة المستضعفة  حول العالم  التي تحمست للتعاون معه وتعمقت علاقاته مع كثير منهم فكانت ثمرة هذا العمل النبيل  أن بادر  في طرح فكرة  إنشاء جمعية الهلال الأحمر بأمريكا حين كتب للحكومة التركية طالبا منها إنشاء مكتب للهلال الأحمر بأمريكا، كما أن الجمعيات الأخرى التي أنشأها لعبت دورا فاعلا في التصدي لكل أنماط الظلم والعدوان التي كانت تعاني منها تلك البلاد المستضعفة،  فبادر بنصرة إخوانه المجاهدين  في ليبيا وفك أسرهم  من سجون  الاستعمار الإيطالي وعلاج الجرحى والأسرى والمنكوبين منهم، كما نجحت مبادرته في لم شمل السوريين واللبنانيين والأتراك من مسلمين ومسيحين لدعم المدرعة رشاد التي كانت الدولة العثمانية تبنيها وقتئذ في بريطانيا وقد تمكنوا من جمع مبلغ كبير ساهم في بنائها وعند قيام الحرب العالمية الأولى استولت عليها الحكومة البريطانية. كما قامت هذه الجمعيات بمساعدة منكوبي  الحرب في الدولة العثمانية عند قيام الحرب العالمية الأولى فقامت بالدعم المطلوب على أساس أن يتبرع كل مسلم عن أجر أربعة أيام أسبوعيا من راتبه فكانت قيمة ما تم جمعه من تبرع أكثر من ربع مليون دولار. كما عملت هذه الجمعية على مساعدة المنكوبين الذين  تضرروا من جراء حرب البلقان التي نشبت في العام 1912م. كذلك كان لها  نصيب الأسد في دعم المقاومة المصرية ضد الاحتلال الإنجليزي بشجب واستنكار  ما يقترفه الجنود البريطانيين من تنكيل وتعذيب بالمصريين.   كما قام بإرسال احتجاج إلى عصبة الأمم المتحدة عند اعتقال السلطات البريطانية  لسعد زغلول ونفيه  إلى جزر سيشل. كما عمل على مراسلة بعض سفراء الدول الغربية بشأن الغبن وشظف العيش الذي عاناه بعض المسلمين في أمريكا، وقام أيضا   بمخاطبة السفير البريطاني في أمريكا باسم الإنسانية والإيفاء بمسئولية بريطانيا تجاه رعايا أمة تقع تحت حمايتها، فقد التمس  من السفير التدخل العاجل لتوظيف عدد من البحارة اليمنيين العاطلين عن العمل في السفن البريطانية ورد السفير برسالة مجاملة قال فيها إنه سيبذل قصارى جهده متى ما سمحت اللوائح بذلك، ثم رسالة أخرى من السفيريفيد فيها بعدم استطاعته تقديم أي مساعدات لهم ونصح أن يقوموا بتقديم طلبات إلى الجمعيات الخيرية لتلبية طلباتهم. وعلى هذا النمط أرسل رسالة أخرى إلى السفير الفرنسي دعاه فيها لمساعدة حوالي ثلاثمائة من السوريين المقيمين في نيويورك للعودة إلى بلادهم. كذلك خاطب ساتي ماجد كثير من  دول الاستكبارأن تسحب جيوشها من البلدان التي تحتلها ومنحها حريتها واستقلالها....

                          نواصل

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاهد عيان جنجويد

قصص جميلة.

هرووووب الأسد