تاريخ السودان /أبطاله

         

         


                أبطال همشهم التاريخ


البطل السوداني الأميرالمجاهد عثمان دقنة من مواليد 1843م


قال عنه اللورد فيتز موريس في جلسة مجلس اللوردات البريطاني نوفمبر 1883م ( لم يفن جيش بهذه الطريقة منذ ان هلك جيش فرعون في البحر الاحمر).


وذلك بعد هزيمة الانجليز من جيش عثمان دقنة في موقعة تاماي  التاريخية في 13 مارس 1884 م . 


كانت معركة ( تاماي ) أحد المعارك التي خاضها جيش عثمان دقنة في شرق السودان واستطاع كسر المربع الذهبي البريطاني عندما اعتمد اسلوب المفاجأة وإذ اختبأ الجنود البجاويين علي طول الطريق وبين الشجيرات وانقضوا علي البريطانيين في هجمة سريعة اربكتهم وحولت المعركة لمواجهات فردية بين الجنود . 


في هذه المعركة أبيد الجيش عن آخره في معركة لم تستغرق أكثر من 15 دقيقة .. وسقط الجنرال هكس قتيلا ومعه أركان حربه وخيرة ضباطه .. 


وبقي عددا قليلا من جنوده ليحكي قصة إبادة جحافل الغزاة البجاويين  واستشهد من جيش الثورة السودانية قرابة ال 200 شهيدا فقط .......


و قد نالوا اعجاب اعدائهم من الجيش الانجليزي الذين اطلقوا عليهم اسم (فزي وزي) و قد قام كبلينج شاعر الانجليز الاشهر في ذلك الوقت بتخليد اولئك البواسل في قصيدة عبرت عن نظرة الجنود البريطانيين لأولئك المقاتلين يقول فيها:

ارفع اليك التحية يا فزي وزي و انت في ديارك هناك في السودان

انت مع كونك هزيل و جاهل الا انك محارب من الطراز الاول

التحية لك ايها الفزي وزي بشعر رأسك الخشن الاشعث الهائج

ايها العظيم, الاسود. المعدم. لأنك حطمت المربع البريطاني .


لقد نجح عثمان دقنة و جنوده فيما اخفق فيه الفرنسيون و الروس علي السواء و هو اختراق المربع الانجليزي. وكانت عبقرية دقنة في اختراقه لهذا المربع ترتكز علي المناوشة و استدراج العدو مع الهجوم عليها في وقت تحرك المربع و التركيز علي الهجوم من المؤخرة , مع اقامة الكمائن حول مسار تحرك العدو كل ذلك مع الاعتماد علي سرعة الكر و الفر ساعده علي ذلك خفة قواته المهاجمة و بسالتهم.


 و عندما تدرس الان(نظرية الاختراق من مؤخرة العدو) في كلية الاركان في كامبرلي تذكر تكتيكات الامير دقنة كنموزج في معاركه في التيب و طماي و توفريك و خور شمبات.

ولم يقع المجاهد عثمان دقنة في يد الانجليز إلا عن طريق الخيانة فوشى به أحد عملاء الأنجليز لقاء مبلغ ضخم من المال .


وقد توقف جورج الخامس ملك بريطانيا في سواكن اثناء رحلته الي الهند لرؤية الرجل القابع في سجن البلدة معتصما بصمت عميق .. وعندما وصل الامبراطور الي سواكن رفض دقنة مقابلته مما اضطر الملك للذهاب الي السجن بنفسه وسط ذهول كبار مرافقيه ... وفي السجن ايضا رفض اسد الشرق الخروج من زنزانته لمقابة الملك . 


عندئذ اصر الملك علي مقابلة الاسير وعلي الذهاب بنفسه الي الزنزانة التي تحوي هذا البطل الذي خلد سيرته لدي الاعداء قبل الاصدقاء. الا ان عثمان دقنة ادار للملك ظهره منكبا علي مصحفه يقراء عندئذ اخرج الملك سيفه وحيا البطل الاسير ثم خرج . 


وفي ليلة السابع عشر من ديسمبر1927 توفي عثمان دقنه في هدوء وبعد جنازة صامتة و حزينة دفن في مقابر (بهلول) بوادي حلفا.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شاهد عيان جنجويد

مواضيع علمية

قصص جميلة.